معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (60)

فيقولون : { إن هذا لهو الفوز العظيم } وقيل : إنما يقولونه على جهة الحديث بنعمة الله عليهم في أنهم لا يموتون ولا يعذبون . وقيل : يقوله المؤمن لقرينه على جهة التوبيخ بما كان ينكره .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (60)

وتثير رؤيته لقرينه في سواء الجحيم شعوره بجزالة النعمة التي نالها هو وإخوانه من عباد الله المخلصين . فيحب أن يؤكدها ويستعرضها ، ويطمئن إلى دوامها ، تلذذاً بها وزيادة في المتاع بها فيقول :

( أفما نحن بميتين إلا موتتنا الأولى ? وما نحن بمعذبين ? إن هذا لهو الفوز العظيم ) . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (60)

وقوله : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } هذا من كلام المؤمن مغبطا نفسه بما أعطاه الله من الخلد في الجنة{[24977]} والإقامة في دار الكرامة ، لا موت فيها ولا عذاب ؛ ولهذا قال : { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

قال{[24978]} ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبد الله الظهراني ، حدثنا حفص بن عمر العَدَني ، حدثنا الحكم بن أبان ، عن عكرمة قال : قال ابن عباس رضي الله عنهما ، في قول الله تبارك وتعالى لأهل الجنة : { كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } [ الطور : 19 ] ، قال ابن عباس ، رضي الله عنهما : قوله : { هَنِيئًا } أي : لا يموتون{[24979]} فيها . فعندها قالوا : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ }

وقال الحسن البصري : علموا أن كل نعيم فإن الموت يقطعه ، فقالوا : { أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ . إِلا مَوْتَتَنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ } ، قيل [ لهم ] :{[24980]} لا . قالوا : { إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }

/خ61


[24977]:- (3) في ت: "في الجنة من الخلد".
[24978]:- في ت: "روى".
[24979]:- في ت، س: "لا تموتون".
[24980]:- زيادة من ت، أ.

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (60)

والظاهر أن جملة { إنَّ هذا لهو الفَوزُ العظِيمُ } حكاية لبقية كلام القائل لرفاقه ، فهي بمنزلة التذييل والفذلكة لحالتهم المشاهدِ بعضُها والمتحدثثِ عن بعضها بقوله : { أفما نحنُ بِمَيّتِين } .

و{ الفوز } : الظفر بالمطلوب ، أي حالنا هو النجاح والظفر العظيم . وقد أُبدع في تصوير حسن حالهم بحصر الفوز فيه حتى كان كل فوز بالنسبة إليه ليس بفوز ، فالحصر للمبالغة لِعدم الاعتداد بغيره ثم ألحقوا ذلك الحصر بوصفه ب { العظيم } .