معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ} (30)

{ وإذا مروا بهم } يعني مر المؤمنون بالكفار ، { يتغامزون } والغمز الإشارة بالجفن والحاجب ، أي يشيرون إليهم بالأعين استهزاءً .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ} (30)

( وإذا مروا بهم يتغامزون ) . . يغمز بعضهم لبعض بعينه ، أو يشيره بيده ، أو يأتي بحركة متعارفة بينهم للسخرية من المؤمنين . وهي حركة وضيعة واطية تكشف عن سوء الأدب ، والتجرد من التهذيب . بقصد إيقاع الانكسار في قلوب المؤمنين ، وإصابتهم بالخجل والربكة ، وهؤلاء الأوغاد يتغامزون عليهم ساخرين !

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ} (30)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَإِذَا مَرّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ * وَإِذَا انقَلَبُوَاْ إِلَىَ أَهْلِهِمْ انقَلَبُواْ فَكِهِينَ * وَإِذَا رَأَوْهُمْ قَالُوَاْ إِنّ هََؤُلاَءِ لَضَالّونَ * وَمَآ أُرْسِلُواْ عَلَيْهِمْ حَافِظِينَ } .

يقول تعالى ذكره : وكان هؤلاء الذين أجرموا إذا مرّ الذين آمنوا بهم يتغامزون يقول : كان بعضهم يغمز بعضا بالمؤمن ، استهزاء به وسخرية .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ} (30)

الضمير في { مروا } للمؤمنين ، ويحتمل أن يكون للكفار ، وأما الضمير في { يتغامزون } فهو للكفار لا يحتمل غير ذلك ، وكذلك في قوله : { انقلبوا فاكهين }

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمۡ يَتَغَامَزُونَ} (30)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وكان هؤلاء الذين أجرموا إذا مرّ الذين آمنوا بهم" يتغامزون "يقول: كان بعضهم يغمز بعضا بالمؤمن، استهزاء به وسخرية...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

يعني إذا مر بهم المؤمنون وجازوا عليهم غمز بعضهم بعضا عليهم على وجه التعجب منهم والسخرية...

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

{يتغامزون} والغمز: الإشارة بالجفن والحاجب...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

قوله: {وإذا مروا بهم يتغامزون} أي يتفاعلون من الغمز، وهو الإشارة بالجفن والحاجب...

والمعنى أنهم يشيرون إليهم بالأعين استهزاء ويعيبونهم، ويقولون: انظروا إلى هؤلاء يتعبون أنفسهم ويحرمونها لذاتها ويخاطرون بأنفسهم في طلب ثواب لا يتيقنونه...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

يغمز بعضهم لبعض بعينه، أو يشيره بيده، أو يأتي بحركة متعارفة بينهم للسخرية من المؤمنين. وهي حركة وضيعة واطية تكشف عن سوء الأدب، والتجرد من التهذيب. بقصد إيقاع الانكسار في قلوب المؤمنين، وإصابتهم بالخجل والربكة، وهؤلاء الأوغاد يتغامزون عليهم ساخرين!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {إذا} في المواضع الثلاثة مستعمل للزمان الماضي كقوله تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزناً} [التوبة: 92] وقوله: {وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به} [النساء: 83]. والمقصود من ذكره أنه بعد أن ذكر حال المشركين على حِدة، وذكر حال المسلمين على حِدة، أعقب بما فيه صفة لعاقبة المشركين في معاملتهم للمؤمنين في الدنيا ليعلموا جزاء الفريقين معاً. وإصدار ذلك المقال يوم القيامة مستعمل في التنديم والتشميت كما اقتضته خلاصته من قوله: {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} إلى آخر السورة. والافتتاح ب {إن الذين أجرموا} بصورة الكلام المؤكد لإفادة الاهتمام بالكلام وذلك كثير في افتتاح الكلام المراد إعلانه ليتوجه بذلك الافتتاح جميع السامعين إلى استماعه للإِشعار بأنه خبر مهم...

والإِجرام: ارتكاب الجُرم وهو الإثم العظيم، وأعظم بالإِجرام الكُفر ويؤذن تركيب « كانوا يضحكون» بأن ذلك صفة ملازمة لهم في الماضي، وصوغ {يضحكون} بصيغة المضارع للدلالة على تكرر ذلك منهم وأنه ديدن لهم. وتعدية فعل {يضحكون} إلى الباعث على الضحك بحرف {مِن} هو الغالب في تعدية أفعال هذه المادة على أن (مِن) ابتدائية تشبَّه الحالةُ التي تبعث على الضحك بمكان يَصدر عنه الضحك، ومثله أفعال: سخر منه، وعجب منه. ومعنى يضحكون منهم: يضحكون من حالهم فكان المشركون لبطرهم يهزؤون بالمؤمنين ومعظمهم ضعاف أهل مكة فيضحكون منهم، والظاهر أن هذا يحصل في نواديهم حين يتحدثون بحالهم بخلاف قوله: {وإذا مرّوا بهم يتغامزون...

وإنما يتغامزون من دون إعلان السخرية بهم اتقاء لتطاول المؤمنين عليهم بالسب لأن المؤمنين قد كانوا كثيراً بمكة حين نزول هذه السورة، فكان هذا دأب المشركين في معاملتهم وهو الذي يُقرَّعُون به يوم القيامة...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

(وإذا مرّوا بهم يتغامزون) فحينما يمرّ المشركون على مجموعة من المؤمنين يغمزون بأعينهم ويشيرون إليهم بالقول: اُنظروا إلى هؤلاء الفقراء المعدمين.. إنّهم أصبحوا مقرّبين عند اللّه! اُنظروا إلى هؤلاء الحفاة العراة.. إنّهم يدّعون نزول الوحي الإلهي لهم! انظروا إليهم.. فإنّهم يعتقدون بأنّ العظام البالية ستعود إلى الحياة مرّة أخرى!! وما شابه ذلك، من الكلمات الرخيصة والموهنة.. ويبدو أنّ ممارسة الضحك من قبل المشركين يكون حينما يمرّ المؤمنون من أمامهم وهم متجمعون، في حين يمارسون الأسلوب الثّاني وهو الإشارات الساخرة والغمز واللمز حين مرورهم هم أمام جمع من المؤمنين، لعدم تمكنهم من الضحك العلني أمام جمع المؤمنين. «يتغامزون»: من (الغمز)، وهو الإشارة بالجفن أو اليد طلباً إلى ما فيه معاب، وعبّرت الآية بهذا اللفظ «التغامز» للإشارة إلى اشتراكهم جميعاً في ذلك الفعل...