( إن بطش ربك لشديد ) . . وإظهار حقيقة البطش وشدته في هذا الموضع هو الذي يناسب ما مر في الحادث من مظهر البطش الصغير الهزيل الذي يحسبه أصحابه ويحسبه الناس في الأرض كبيرا شديدا . فالبطش الشديد هو بطش الجبار . الذي له ملك السماوات والأرض . لا بطش الضعاف المهازيل الذين يتسلطون على رقعة من الأرض محدودة ، في رقعة من الزمان محدودة . .
ويظهر التعبير العلاقة بين المخاطب - وهو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والقائل وهو الله عز وجل . وهو يقول له : ( إن بطش ربك . . )ربك الذي تنتسب إلى ربوبيته ، وسندك الذي تركن إلى معونته . . ولهذه النسبة قيمتها في هذا المجال الذي يبطش فيه الفجار بالمؤمنين !
وقوله : إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إن بطش ربك يا محمد لمن بطش به من خلقه ، وهو انتقامه ممن انتقم منه لشديد ، وهو تحذير من الله لقوم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يُحِلّ بهم من عذابه ونقمته ، نظير الذي حلّ بأصحاب الأخدود على كفرهم به ، وتكذيبهم رسوله ، وفتنتهم المؤمنين والمؤمنات منهم . القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ * إِنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ } .
يقول تعالى ذكره : إن الذين أقرّوا بتوحيد الله ، وهم هؤلاء القوم الذين حرّقهم أصحاب الأخدود وغيرهم من سائر أهل التوحيد وعَمِلُوا الصّالِحاتِ يقول : وعملوا بطاعة الله ، وأْتَمروا لأمره ، وانتهَوا عما نهاهم عنه لَهُمْ جَنّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الأنهارُ يقول : لهم في الاَخرة عند الله بساتين تجري من تحتها الأنهار والخمر واللبن والعسل ذلكَ الْفَوْزُ الكَبِيرُ يقول : هذا الذي هو لهؤلاء المؤمنين في الاَخرة ، هو الظفر الكبير بما طلبوا والتمسوا بإيمانهم بالله في الدنيا ، وعملهم بما أمرهم الله به فيها ورضيه منهم .
وقوله : إنّ بَطْشَ رَبّكَ لَشَدِيدٌ يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : إن بطش ربك يا محمد لمن بطش به من خلقه ، وهو انتقامه ممن انتقم منه لشديد ، وهو تحذير من الله لقوم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، أن يُحِلّ بهم من عذابه ونقمته ، نظير الذي حلّ بأصحاب الأخدود على كفرهم به ، وتكذيبهم رسوله ، وفتنتهم المؤمنين والمؤمنات منهم .
جملة : { إن بطش ربك لشديد } علة لمضمون قوله : { إن الذين فتنوا المؤمنين } إلى قوله : { ولهم عذاب الحريق } [ البروج : 10 ] ، أي لأن بطش الله شديد على الذين فتنوا الذين آمنوا به . فموقع { إنَّ } في التعليل يغني عن فاء التسبب .
وبطش الله يشمل تعذيبه إياهم في جهنم ويشمل ما قبله مما يقع في الآخرة وما يقع في الدنيا قال تعالى : { يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون } [ الدخان : 16 ] ووجه الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم لأن بطش الله بالذين فتنوا المؤمنين فيه نصر للنبيء صلى الله عليه وسلم وتثبيت له .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.