ثم تجيء الخطوة الأخيرة في مشاهد ذلك اليوم الهائل المرهوب :
( وإذا الجحيم سعرت . وإذا الجنة أزلفت ) . .
حيث تتوقد الجحيم وتتسعر ، ويزداد لهيبها ووهجها وحرارتها . . أما أين هي ? وكيف تتسعر وتتوقد ? وبأي شيء تتوقد ? فليس لدينا من ذلك إلا قوله تعالى : ( وقودها الناس والحجارة ) . وذلك بعد إلقاء أهلها فيها . أما قبل ذلك فالله أعلم بها وبوقودها !
وقوله وَإذَا الجَحِيمُ سُعّرَتْ يقول تعالى ذكره : وإذا الجحيم أُوقد عليها فأُحميت .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وَإذَا الجَحِيمُ سُعّرَتْ : سعرها غضب الله ، وخطايا بني آدم .
واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة سُعّرَتْ بتشديد عينها ، بمعنى أُوقد عليها مرّة بعد مرّة ، وقرأته عامة قرّاء الكوفة بالتخفيف . والقول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب .
والجحيم أصله : النار ذات الطبقات من الوَقود من حَطب ونحوه بعضها فوق بعض ، وصار علَماً بالغلبة على جهنم دار العذاب في الآخرة في اصطلاح القرآن ، وتسعيرها أو إسعارها : إيقادها ، أي هُيّئت لعذاب من حقّ عليهم العذاب .
وقرأ نافع وابن ذكوان عن ابن عامر وحفص عن عاصم وأبو جعفر ورويس عن يعقوب : { سُعّرت } بتشديد العين مبالغة في الإِسعار . وقرأه الباقون بالتخفيف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.