القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيباً * يَوْمَ تَكُونُ السّمَآءُ كَالْمُهْلِ * وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ * وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } .
يقول تعالى ذكره : إن هؤلاء المشركين يرون العذاب الذي سألوا عنه ، الواقع عليهم بعيدا وقوعه ، وإنما أخبر جلّ ثناؤه أنهم يرون ذلك بعيدا ، لأنهم كانوا لا يصدّقون به ، وينكرون البعث بعد الممات ، والثواب والعقاب ، فقال : إنهم يرونه غير واقع ، ونحن نراه قريبا ، لأنه كائن ، وكلّ ما هو آت قريب .
والهاء والميم من قوله : إنّهُمْ من ذكر الكافرين ، والهاء من قوله : يَرَوْنَهُ من ذكر العذاب .
تعليل لجملتي { سال سائل بعذاب واقع } [ المعارج : 1 ] ولِجملة { فاصبر صبراً جميلاً } [ المعارج : 5 ] ، أي سألوا استهزاء لأنهم يرونه مُحالاً وعليك بالصبر لأنا نعلم تحققهُ ، أي وأنت تثق بأنه قريب ، أي محقق الوقوع ، وأيضاً هو تجهيل لهم إذ اغتروا بما هم فيه من الأمن ومسالمة العرب لهم ومن الحياة الناعمة فرأوا العذاب الموعود بعيداً ، إن كان في الدنيا فلأمنهم ، وإن كان في الآخرة فلإِنكارهم البعث ، والمعنى : وأنت لا تشبه حالهم وذلك يهوِّن الصبر عليك فهو من باب { ولا تتبع أهواءَهم } [ المائدة : 48 ] ، { ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتَبَع هواه } [ الكهف : 28 ] .
و { بعيداً } هنا كناية عن معنى الإِحالة لأنهم لا يؤمنون بوقوع العذاب الموعود به ، ولكنهم عبروا عنه ببعيد تشكيكاً للمؤمنين فقد حكى الله عنهم أنهم قالوا { أإذا متنا وكنا تراباً ذلك رجع بعيد } [ ق : 3 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.