معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ} (38)

{ ويل يومئذ للمكذبين . هذا يوم الفصل } بين أهل الجنة والنار ، { جمعناكم والأولين } يعني مكذبي هذه الأمة والأولين الذين كذبوا أنبياءهم .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ} (38)

وقوله : هَذَا يَوْمُ الفَصْلِ جَمَعْناكُمْ والأوّلِينَ يقول تعالى ذكره لهؤلاء المكذّبين بالبعث يوم يبعثون : هذا يوم الفصل الذي يَفْصل الله فيه بالحقّ بين عباده جَمَعْناكُمْ والأوّلِينَ يقول : جمعناكم فيه لموعدكم الذي كنا نعدكم في الدنيا الجمع فيه بينكم وبين سائر من كان قبلكم من الأمم الهالكة ، فقد وفّينا لكم بذلك فإنْ كانَ لَكُمْ كَيْدٌ فَكِيدُونِ يقول : والله منجز لكم ما وعدكم في الدنيا من العقاب على تكذيبكم إياه بأنكم مبعوثون لهذا اليوم إن كانت لكم حيلة تحتالونها في التخلص من عقابه اليوم فاحتالوا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{هَٰذَا يَوۡمُ ٱلۡفَصۡلِۖ جَمَعۡنَٰكُمۡ وَٱلۡأَوَّلِينَ} (38)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{هذا يوم الفصل} وهو يوم القيامة وهو يوم الدين.

{جمعناكم} يا معشر أهل مكة، وسائر الناس ممن بعدكم.

{والأولين} الذين كذبوا بالبعث من قبلكم من الأمم الخالية.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

هذا يوم الفصل الذي يَفْصل الله فيه بالحقّ بين عباده.

"جَمَعْناكُمْ والأوّلِينَ": جمعناكم فيه لموعدكم الذي كنا نعدكم في الدنيا الجمع فيه بينكم وبين سائر من كان قبلكم من الأمم الهالكة، فقد وفّينا لكم بذلك.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فيه إخبار أنه لا يخص بالبعث فريقا دون فريق، بل يجمع الخلائق كلهم، ثم يفصل بينهم، فينزل كلا منزلته التي استوجبها {فريق في الجنة وفريق في السعير} [الشورى: 7].

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

الفصل: قطع علق الأمور بتوفية الحقوق، وهذا الفصل الذي هو فصل القضاء يكون ذلك في الآخرة على ظاهر الأمر وباطنه، وأما في الدنيا، فهو على ظاهر الأمر، لأن الحاكم لا يعرف البواطن.

(جمعناكم والأولين) الجمع: جعل الشيء مع غيره، إما في مكان واحد، أو محل واحد، أو في يوم واحد، أو وقت واحد، أو يجعل مع غيره في حكم واحد، أو معنى واحد.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{جمعناكم والأولين} كلام موضح لقوله: {هذا يَوْمُ الفصل}؛ لأنه إذا كان يوم الفصل بين السعداء والأشقياء وبين الأنبياء وأممهم، فلا بدّ من جمع الأولين والآخرين، حتى يقع ذلك الفصل بينهم.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن هذا هو النوع السابع من أنواع تهديد الكفار، وهذا القسم من باب التعذيب بالتقريع والتخجيل.

فأما قوله: {هذا يوم الفصل} فاعلم أن ذلك اليوم يقع فيه نوعان من الحكومة:

(أحدهما) ما بين العبد والرب وفي هذا القسم كل ما يتعلق بالرب فلا حاجة فيه إلى الفصل وهو ما يتعلق بالثواب الذي يستحقه المرء على عمله وكذا في العقاب إنما يحتاج إلى الفصل فيما يتعلق بجانب العبد وهو أن تقرر عليهم أعمالهم التي عملوها حتى يعترفوا.

والقسم الثاني: ما يكون بين العباد بعضهم مع بعض، فإن هذا يدعى على ذاك أنه ظلمني وذاك يدعى على هذا أنه قتلني فهاهنا لا بد فيه من الفصل.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

تكرير لتوبيخهم بعد جملة {انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون} [المرسلات: 29] شُيع به القول الصادر بطردهم وتحقيرهم، فإن المطرود يشيّع بالتوبيخ، فهو مما يقال لهم يومئذٍ، ولم تعطف بالواو لأنها وقعت موقع التذييل للطرد، وذلك من مقتضيات الفصل سواء كان التكرير بإعادة اللفظ والمعنى، أم كان بإعادة المعنى والغرض.

والإشارة إلى المشهد الذي يشاهدونه من حضور الناس ومُعَدات العرض والحساب لفصل القضاء بالجزاء.

والإِخبار عن اسم الإِشارة بأنه {يوم الفصل} باعتبار أنهم يتصورون ما كانوا يسمعون في الدنيا من محاجّة عليهم لإِثبات يوم يكون فيه الفصل وكانوا ينكرون ذلك اليومَ وما يتعذرون بما يقع فيه، فصارت صورة ذلك اليوم حاضرة في تصورهم دون إيمانهم به، فكانوا الآن متهيئين لأن يوقنوا بأن هذا هو اليوم الذي كانوا يوعدون بحلوله، وقد عُرِف ذلك اليوم من قبل بأنه يوم الفصل [المرسلات: 13]، أي القضاء وقد رأوا أهبة القضاء.

والمخاطبون بضمير {جمعناكم}: المشركون الذين سبق الكلام لتهديدهم وهم المكذبون بالقرآن، لأن عطف {والأولين} على الضمير؛ يمنع من أن يكون الضمير لجميع المكذبين مثل الضمائر التي قبله؛ لأن الأولين من جملة المكذبين فلا يقال لهم: {جمعناكم والأولين}، فتعين أن يختص بالمكذبين بالقرآن.

والمعنى: جمعناكم والسابقين قبلكم من المكذبين.

وقد أنذروا بما حلّ بالأولين أمثالهم من عذاب الدنيا في قوله: {ألم نهلك الأولين} [المرسلات: 16]. فأريد توقيفهم يومئذٍ على صدق ما كانوا يُنذرون به في الحياة الدنيا من مصيرهم إلى ما صار إليه أمثالهم، فلذلك لم يتعلق الغرض يومئذٍ بذكر الأمم التي جاءت من بعدهم.

وباعتبار هذا الضمير فرع عليه قوله: {فإن كان لكم كيْد فكيدون} فكان تخلّصاً إلى توبيخ الحاضرين على ما يكيدون به للرسول صلى الله عليه وسلم وللمسلمين قال تعالى: {إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمَهِّل الكافرين أمهلهم رويداً} [الطارق: 15 17] وأن كيدهم زائل وأن سوء العقبى عليهم.