التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (143)

ثم ساق - سبحانه - بعد ذلك قصة صالح مع قومه ، فقال - تعالى - : { كَذَّبَتْ ثَمُودُ المرسلين . . . } .

قد وردت قصة صالح مع قومه فى سور أخرى منها الأعراف ، هود ، والنمل ، والقمر . . وثمود اسم للقبيلة التى ارسل إليها صالح - لكى يأمرهم بعبادة الله وحده .

وما زالت مساكنهم تعرف إلى الآن بمدائن صالح ، فى المنطقة التى بين المدينة المنورة والشام ، وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم على ديارهم وهو متوجه إلى غزوة تبوك .

وقد نصح صالح قومه ، بما نصح به هود ونوح قومهما من قبله ، فقد أمرهم بتقوى الله وصارحهم بصدقه معهم ، وبتعففه عن تعاطى الأجر على نصحه لهم .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (143)

إنها ذات الدعوة بألفاظها يدعوها كل رسول . ويوحد القرآن عن قصد حكاية العبارة التي يلقيها كل رسول على قومه للدلالة على وحدة الرسالة جوهرا ومنهجا ، في أصلها الواحد الذي تقوم عليه ، وهو الإيمان بالله وتقواه ، وطاعة الرسول الآتي من عند الله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (143)

وهذا إخبار من الله ، عز وجل ، عن عبده ورسوله صالح ، عليه السلام : أنه بعثه إلى قوم ثمود ، وكانوا عربًا يسكنون مدينة الحجْر ، التي بين وادي القُرَى وبلاد الشام ، ومساكنهم معروفة مشهورة . وقد قدمنا في " سورة الأعراف " {[21820]} الأحاديث المروية في مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم حين أراد غَزْوَ الشام ، فوصل{[21821]} إلى تَبُوك ، ثم عاد إلى المدينة ليتأهب لذلك . وقد كانوا بعد عاد وقبل الخليل ، عليه السلام . فدعاهم نبيهم صالح إلى الله ، عز وجل ، أن يعبدوه وحده لا شريك له ، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة ، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه . فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم ، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله ، عز وجل ،


[21820]:- عند الآيات : 73 - 78.
[21821]:- في أ : "فدخل".

   
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (143)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إني لكم رسول أمين} فيما بينكم وبين الله عز وجل.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 141]

يقول تعالى ذكره: كذّبت ثمود رسل الله، إذ دعاهم صالح أخوهم إلى الله، فقال لهم:"ألا تتقون" عقاب الله يا قوم على معصيتكم إياه، وخلافكم أمره، بطاعتكم أمر المفسدين في أرض الله. "إنّي لَكُمْ رَسُولٌ "من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته على خلافكم أمره "أمِينٌ" على رسالته التي أرسلها معي إليكم. "فَاتّقُوا اللّهَ" أيها القوم، واحذروا عقابه. "وأطِيعُونِ" في تحذيري إياكم، وأمر ربكم باتباع طاعته." وَما أسألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ" يقول: وما أسألكم على نصحي إياكم، وإنذاركم من جزاء ولا ثواب. "إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلى رَبّ العالَمِينَ" يقول: إن جزائي وثوابي إلاّ على ربّ جميع ما في السموات، وما في الأرض، وما بينهما من خلق.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إني لكم رسول أمين} أي كنت أمينا قبل ذلك، فكيف تتهموني اليوم؟ ويقال: {أمين} على الرسالة، ناصح لكم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

" إني لكم رسول أمين "فالأمين هو الذي استودع الشيء على من أمن منه الخيانة، فالرسول بهذه الصفة، لأنه يؤدي الرسالة، كما حملها من غير تغيير لها، ولا زيادة، ولا نقصان.

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 141]

وهذا إخبار من الله، عز وجل، عن عبده ورسوله صالح، عليه السلام: أنه بعثه إلى قوم ثمود، وكانوا عربًا يسكنون مدينة الحجْر، التي بين وادي القُرَى وبلاد الشام، ومساكنهم معروفة مشهورة. وقد قدمنا في "سورة الأعراف "الأحاديث المروية في مرور رسول الله صلى الله عليه وسلم بهم حين أراد غَزْوَ الشام، فوصل إلى تَبُوك، ثم عاد إلى المدينة ليتأهب لذلك. وقد كانوا بعد عاد وقبل الخليل، عليه السلام. فدعاهم نبيهم صالح إلى الله، عز وجل، أن يعبدوه وحده لا شريك له، وأن يطيعوه فيما بلغهم من الرسالة، فأبوا عليه وكذبوه وخالفوه. فأخبرهم أنه لا يبتغي بدعوتهم أجرا منهم، وإنما يطلب ثواب ذلك من الله، عز وجل،

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ثم علل ذلك بقوله: {إني لكم رسول} أي من الله، فلذلك عرضت عليكم هذا لأني مأمور بذلك، وإلا لم أعرضه عليكم {أمين} لا شيء من الخيانة عندي، بل أنصح لكم في إبلاغ جميع ما أرسلت به إليكم من خالقكم، الذي لا أحد أرحم بكم منه.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ} من الله ربكم، أرسلني إليكم، لطفا بكم ورحمة، فتلقوا رحمته بالقبول، وقابلوها بالإذعان، {أَمِينٌ} تعرفون ذلك مني، وذلك يوجب عليكم أن تؤمنوا بي، وبما جئت

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 141]

إنها ذات الدعوة بألفاظها يدعوها كل رسول. ويوحد القرآن عن قصد حكاية العبارة التي يلقيها كل رسول على قومه للدلالة على وحدة الرسالة جوهرا ومنهجا، في أصلها الواحد الذي تقوم عليه، وهو الإيمان بالله وتقواه، وطاعة الرسول الآتي من عند الله.

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

ولما كانت التقوى تقتضي وجود منهج نتقي الله به، قال {إني لكم رسول أمين} وما دمت أنا رسول أمين لن أغشكم.

أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري 1439 هـ :

من الهداية: -الأمانة شعار كل الرسل والدعاة الصادقين الصالحين في كل الأمم والعصور.