التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِي بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمٖ} (79)

ثم حكت الآيات الكريمة بعد ذلك ما طلبه فرعون من ملئه ، وما دار بين موسى - عليه السلام - وبين السحرة من محاورات فقال - تعالى - :

{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائتوني . . . } .

أى : وقال فرعون لخاصته بعد أن رأى من موسى الإصرار على دعوته ودعوة قومه إلى عبادة الله وحده ، وبعد أن شاهد عصاه وقد تحولت إلى ثعبان مبين .

قال فرعون لخاصته بعد أن رأى كل ذلك من موسى - عليه السلام - { ائتوني } أيها الملأ { بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ } أى : بكل ساحر من أفراد مملكتي تكون عنده المهارة التامة في فن السحر ، والخبرة الواسعة بطرقه وأساليبه .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ ٱئۡتُونِي بِكُلِّ سَٰحِرٍ عَلِيمٖ} (79)

القول في تأويل قوله تعالى : { وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ * فَلَمّا جَآءَ السّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مّوسَىَ أَلْقُواْ ما أَنتُمْ مّلْقُونَ } .

يقول تعالى ذكره : وقال فرعون لقومه : ائتوني بكلّ من يسحر من السحرة ، عليم بالسحر . فلما جاء السحرة فرعون ، قال موسى : ألقوا ما أنتم ملقون من حبالكم وعصيكم وفي الكلام محذوف قد ترك ، وهو : فأتوه بالسحرة فلما جاء السحرة ولكن اكتفى بدلالة قوله : فَلَمّا جاءَ السّحَرَةُ على ذلك ، فترك ذكره . وكذلك بعد قوله : ألْقُوا ما أنْتُمْ مُلْقُونَ محذوف أيضا قد ترك ذكره ، وهو : «فألقوا حبالهم وعصيهم ، فلما ألقوا قال موسى » ولكن اكتفى بدلالة ما ظهر من الكلام عليه ، فترك ذكره .