ثم قال : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } أي : إذا صاروا يوم القيامة إلى ما أوعدهم الله من السَّجن والعذاب المهين . وقد تقدم الكلام على قوله : { وَيْلٌ } بما أغنى عن إعادته ، وأن المراد من ذلك{[29847]} الهلاك والدمار ، كما يقال : ويل لفلان . وكما جاء في المسند والسنن من رواية بَهْز بن حكيم بن معاوية بن حَيَدة ، عن أبيه ، عن جده قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ويل للذي يُحَدِّث فيكذب ، ليضحِكَ الناس ، ويل له ، ويل له " {[29848]} .
جملة : { ويل يومئذٍ للمكذبين } يجوز أن تكون مبينة لمضموم جملة : { ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم } [ المطففين : 4 ، 5 ] فإن قوله : { يومئذ } يفيد تنوينُه جملةً محذوفة جعل التنوين عوضاً عنها تقديرها : يومَ إذ يقوم الناس لرب العالمين ويل فيه للمكذبين .
ويجوز أن تكون ابتدائيّة وبَيْن المكذبين بيوم الدين والمطففين عموم وخصوص وجهي فمن المكذبين من هم مطففون ومن المطففين مسلمون وأهل كتاب لا يكذبون بيوم الدين ، فتكون هذه الجملة إدماجاً لتهديد المشركين المكذبين بيوم الدين وإن لم يكونوا من المطففين .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
ويل يومئذٍ للمكذّبين بهذه الآيات." الذين يكذّبون بيوم الدين"، يقول: الذين يكذّبون بيوم الحساب والمجازاة...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي للمكذبين بجميع ما يحق عليهم تصديقه، وذلك يكون بالإيمان بالله تعالى وبآياته ورسله وبالبعث...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
فهو تهديد لمن كذب بيوم الجزاء ولم يصدق بصحة الخبر بكونه...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
التكذيب الذي يوقع في ألوان من الذنوب، ومنها التطفيف والظلم. وبملاحظة كلمة «ويل» الواردة في أوّل أية وآخر آية، تبيّن شدّة العلاقة الموجودة ما بين تلك الأعمال السيئة وإنكار المعاد، حيث بدأ الحديث بالويل للمطفّفين، ومروراً بالفجّار ومن ثمّ الويل للمكذبين بيوم الدين. وسيتوضح هذا الترابط بشكل أدق في الآيات التالية...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.