وذلك أنها { فِي جَنَّةٍ } جامعة لأنواع النعيم كلها ، { عَالِيَةٍ } في محلها ومنازلها ، فمحلها في أعلى عليين ، ومنازلها مساكن عالية ، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة .
{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } أي : كثيرة الفواكه اللذيذة ، المثمرة بالثمار الحسنة ، السهلة التناول ، بحيث ينالونها على أي : حال كانوا ، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة ، أو يستعصي عليهم منها ثمرة .
والمجرور في قوله : { في جنة عالية } خبر ثالث عن { وجوه } .
والجنة أريد به مجموع دار الثواب الصادقُ بجنات كثيرة أو أريد به الجنس مثل { علمت نفس } [ التكوير : 14 ] .
ووصف { جنة } ب { عالية } لزيادة الحسن لأن أحسن الجنات ما كان في المرتفعات ، قال تعالى : { كمثل جنة بربوة } [ البقرة : 265 ] فذلك يزيد حسن باطنها بحسن ما يشاهده الكائنُ فيها من مناظر ، وهذا وصف شامل لحسن موقع الجنة .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله : "فِي جَنّةٍ عالِيَةٍ" وهي بستان . عالية : يعني رفيعة .
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أحدهما : أن يكون قد علا قدرها ، وعظم شأنها ، فيكون { عالية } نعتا للجنة ، فوصفها بالعلو من هذا الوجه .
والثاني : يحتمل العلو من حيث الدرجات والمكان ، والله أعلم . ...
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
فعلى هذا في ارتفاعهم فيها وجهان :
أحدهما : ليلتذوا بالعلو والارتفاع .
الثاني : ليشاهدوا ما أعد الله لهم فيها من نعيم . ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ في جنة عالية } أي في المكان العالي والمكانة العالية والأشجار والغرف وغير ذلك بما صرفوا أنفسهم عن الدنايا ورفعوا هممهم إلى النفائس . ...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والجنة أريد به مجموع دار الثواب الصادقُ بجنات كثيرة، أو أريد به الجنس مثل { علمت نفس } [ التكوير : 14 ] . ووصف { جنة } ب { عالية } لزيادة الحسن لأن أحسن الجنات ما كان في المرتفعات ، قال تعالى : { كمثل جنة بربوة } [ البقرة : 265 ] فذلك يزيد حسن باطنها بحسن ما يشاهده الكائنُ فيها من مناظر ، وهذا وصف شامل لحسن موقع الجنة . ...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.