في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ} (8)

وأمام هذا الغرور الذي يخيل للإنسان أنه ذو منعة وقوة ، وأمام ضنه بالمال وادعائه أنه بذل الكثير ، يجابهه القرآن بفيض الآلاء عليه في خاصة نفسه ، وفي صميم تكوينه ، وفي خصائص طبيعته واستعداداته تلك الآلاء التي لم يشكرها ولم يقم بحقها عنده :

( ألم نجعل له عينين ? ولسانا وشفتين ? وهديناه النجدين ? ) . .

إن الإنسان يغتر بقوته ، والله هو المنعم عليه بهذا القدر من القوة . ويضن بالمال . والله هو المنعم عليه بهذا المال . ولا يهتدي ولا يشكر ، وقد جعل له من الحواس ما يهديه في عالم المحسوسات : جعل له عينين على هذا القدر من الدقة في تركيبهما وفي قدرتهما على الإبصار . وميزه بالنطق ،

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ} (8)

ثم ذكره نعمه ليعتبر فقال :{ ألم نجعل له عينين ولساناً وشفتين } قال قتادة : نعم الله متظاهرة يقررك بها كيما تشكر ، وجاء في الحديث : " أن الله عز وجل يقول : ابن آدم إن نازعك لسانك فيما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق ، وإن نازعك بصرك إلى بعض ما حرمت عليك ، فقد أعنتك عليه بطبقتين ، فأطبق ، وإن نازعك فرجك إلى ما حرمت عليك فقد أعنتك عليه بطبقتين فأطبق " .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{أَلَمۡ نَجۡعَل لَّهُۥ عَيۡنَيۡنِ} (8)

قوله : { ألم نجعل له عينين } يمنّ الله على الإنسان إذ خلقه فسواه فعدله . وجاء به على أحسن هيئة وصورة من استواء البدن وانسجام الأعضاء فما فيه من خلل ولا اضطراب ولا نشاز . ومن جملة ذلك أن جعل الله له عينين يبصر بهما الأشياء فيمشي ويسعى ويتصرف مستهديا مستنيرا غير متعثر ولا متخبط .