في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (12)

( إن بطش ربك لشديد ) . . وإظهار حقيقة البطش وشدته في هذا الموضع هو الذي يناسب ما مر في الحادث من مظهر البطش الصغير الهزيل الذي يحسبه أصحابه ويحسبه الناس في الأرض كبيرا شديدا . فالبطش الشديد هو بطش الجبار . الذي له ملك السماوات والأرض . لا بطش الضعاف المهازيل الذين يتسلطون على رقعة من الأرض محدودة ، في رقعة من الزمان محدودة . .

ويظهر التعبير العلاقة بين المخاطب - وهو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والقائل وهو الله عز وجل . وهو يقول له : ( إن بطش ربك . . )ربك الذي تنتسب إلى ربوبيته ، وسندك الذي تركن إلى معونته . . ولهذه النسبة قيمتها في هذا المجال الذي يبطش فيه الفجار بالمؤمنين !

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (12)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن بطش ربك يا محمد لمن بطش به من خلقه، وهو انتقامه ممن انتقم منه لشديد، وهو تحذير من الله لقوم رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، أن يحلّ بهم من عذابه ونقمته، نظير الذي حلّ بأصحاب الأخدود على كفرهم به، وتكذيبهم رسوله، وفتنتهم المؤمنين والمؤمنات منهم...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أي أخذه للانتقام شديد؛ يشتد على الذي يعذب كقوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود: 102]...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

ثم قال متوعدا ومتهددا للكفار والعصاة (إن بطش ربك لشديد) يا محمد والبطش: الأخذ بالعنف... وإذا وصف بالشدة فقد تضاعف مكروهه وتزايد إيلامه...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وهو بطشه بالجبابرة والظلمة...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و «البطش»: الأخذ بقوة وسرعة...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وإظهار حقيقة البطش وشدته في هذا الموضع هو الذي يناسب ما مر في الحادث من مظهر البطش الصغير الهزيل الذي يحسبه أصحابه ويحسبه الناس في الأرض كبيرا شديدا. فالبطش الشديد هو بطش الجبار...

. (إن بطش ربك..) ربك الذي تنتسب إلى ربوبيته، وسندك الذي تركن إلى معونته.. ولهذه النسبة قيمتها في هذا المجال الذي يبطش فيه الفجار بالمؤمنين!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة: {إن بطش ربك لشديد} علة لمضمون قوله: {إن الذين فتنوا المؤمنين} إلى قوله: {ولهم عذاب الحريق} [البروج: 10]، أي لأن بطش الله شديد على الذين فتنوا الذين آمنوا به. فموقع {إنَّ} في التعليل يغني عن فاء التسبب. وبطش الله يشمل تعذيبه إياهم في جهنم ويشمل ما قبله مما يقع في الآخرة وما يقع في الدنيا قال تعالى: {يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون} [الدخان: 16] ووجه الخطاب للنبيء صلى الله عليه وسلم لأن بطش الله بالذين فتنوا المؤمنين فيه نصر للنبيء صلى الله عليه وسلم وتثبيت له...