في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

وأخيرا وجه نوح قلوب قومه إلى نعمة الله عليهم في تيسير الحياة لهم على هذه الأرض وتذليلها لسيرهم ومعاشهم وانتقالهم وطرائق حياتهم : ( والله جعل لكم الأرض بساطا ، لتسلكوا منها سبلا فجاجا ) . .

وهذه الحقيقة القريبة من مشاهدتهم وإدراكهم تواجههم مواجهة كاملة ، ولا يملكون الفرار منها كما كانوا يفرون من صوت نوح وإنذاره . فهذه الأرض بالقياس إليهم مبسوطة ممهدة - حتى جبالها قد جعل لهم عبرها دروبا وفجاجا ، كما جعل في سهولها من باب أولى . وفي سبلها ودروبها يمشون ويركبون وينتقلون ؛ ويبتغون من فضل الله ، ويتعايشون في يسر وتبادل للمنافع والأرزاق .

وهم كانوا يدركون هذه الحقيقة المشاهدة لهم بدون حاجة إلى دراسات علمية عويصة ، يدرسون بها النواميس التي تحكم وجودهم على هذه الأرض وتيسر لهم الحياة فيها . وكلما زاد الإنسان علما أدرك من هذه الحقيقة جوانب جديدة وآفاق بعيدة .

هكذا سلك نوح - أو حاول أن يسلك - إلى آذان قومه وقلوبهم وعقولهم بشتى الأساليب ، ومتنوع الوسائل في دأب طويل ، وفي صبر جميل ، وفي جهد نبيل ، ألف سنة إلا خمسين عاما . ثم عاد إلى ربه الذي أرسله إليهم ، يقدم حسابه ، ويبث شكواه ، في هذا البيان المفصل ، وفي هذه اللهجة المؤثرة . ومن هذا البيان الدقيق نطلع على تلك الصورة النبيلة من الصبر والجهد والمشقة ، وهي حلقة واحدة في سلسلة الرسالة السماوية لهذه البشرية الضالة العصية ! فماذا كان بعد كل هذا البيان ?

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

لتسلكوا فيها الطرقَ المريحةَ الواسعةَ أين شئتُم من نواحيها وأرجائها وتسعوا في مناكبها .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

شرح الكلمات :

{ سبلا فجاجا } : أي طرقا واسعة .

المعنى :

/د5

{ لتسلكوا منها سبلا فجاجا } أي طرقا واسعة وهكذا تجول بهم نوح عليه السلام في معارض آيات الله الكونية وكلها دالة على وجود الله تعالى وقدرته وعلمه وحكمته ورحمته وهي موجبة للعبادة له عقلا ونفيها عما سواه كانت هذه مشكلة نوح وعرض حاله على ربّه وهو أعلم به وفي هذا درس عظيم للدعاة الهداة المهدين جعلنا الله منهم آمين .

/ذ20

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

{ لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا } فلولا أنه بسطها ، لما أمكن ذلك ، بل ولا أمكنهم حرثها وغرسها وزرعها ، والبناء ، والسكون على ظهرها .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

{ لتسلكوا منها سبلاً فجاجا } طرقاً واسعة .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

" لتسلكوا منها سبلا فجاجا " السبل : الطرق . والفجاج جمع فج ، وهو الطريق الواسعة ، قاله الفراء . وقيل : الفج المسلك بين الجبلين . وقد مضى في سورتي " الأنبياء{[15392]} والحج " .


[15392]:راجع جـ 11 ص 285 وجـ 12 ص 40.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{لِّتَسۡلُكُواْ مِنۡهَا سُبُلٗا فِجَاجٗا} (20)

ثم علل ذلك فقال : { لتسلكوا } أي منجدين { منها } أي{[68757]} الأرض مجددين لذلك{[68758]} { سبلاً } أي طرقاً{[68759]} واضحة مسلوكة بكثرة { فجاجاً * } أي ذوات اتساع لتتوصلوا إلى البلاد الشاسعة براً وبحراً ، فيعم الانتفاع بجميع البقاع ، فالذي قدر على إحداثكم{[68760]} وأقدركم على التصرف في أصلكم مع ضعفكم قادر على إخراجكم من أجداثكم{[68761]} التي لم تزل طوع أمره ومحل عظمته وقهره .


[68757]:- زيد في الأصل: من، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68758]:- زيد من م.
[68759]:- من ظ وم، وفي الأصل: طريقا.
[68760]:- زيد في الأصل: وأوجدكم، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[68761]:- زيد من ظ وم.