( إن بطش ربك لشديد ) . . وإظهار حقيقة البطش وشدته في هذا الموضع هو الذي يناسب ما مر في الحادث من مظهر البطش الصغير الهزيل الذي يحسبه أصحابه ويحسبه الناس في الأرض كبيرا شديدا . فالبطش الشديد هو بطش الجبار . الذي له ملك السماوات والأرض . لا بطش الضعاف المهازيل الذين يتسلطون على رقعة من الأرض محدودة ، في رقعة من الزمان محدودة . .
ويظهر التعبير العلاقة بين المخاطب - وهو الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والقائل وهو الله عز وجل . وهو يقول له : ( إن بطش ربك . . )ربك الذي تنتسب إلى ربوبيته ، وسندك الذي تركن إلى معونته . . ولهذه النسبة قيمتها في هذا المجال الذي يبطش فيه الفجار بالمؤمنين !
{ إنّ بطش ربك لشديد 12 إنه هو يبدئ ويعيد 13 وهو الغفور الودود 14 ذو العرش المجيد 15 فعّال لما يريد 16 هل أتاك حديث الجنود 17 فرعون وثمود 18 بل الذين كفروا في تكذيب 19 والله من ورائهم محيط 20 بل هو قرآن مجيد 21 في لوح محفوظ 22 }
بطش ربك : أخذه الجبابرة والظلمة بالعذاب .
والخطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفيه إيناس له صلى الله عليه وسلم وبيان لعظيم قدرة الله .
والبطش هو الأخذ بقوة وعنف ، فإذا أضيف إلى الشدة كما هنا ، كان المعنى : إن أخذ ربك للظالمين الكافرين أخذ بالغ في الشدة وفي العنف ، لأنه بطش القادر على كل شيء .
قوله تعالى : " إن بطش ربك لشديد " أي أخذه الجبابرة والظلمة ، كقوله جل ثناؤه : " وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة ، إن أخذه أليم شديد " [ هود : 102 ] . وقد تقدم{[15910]} . قال المبرد : " إن بطش ربك " جواب القسم . المعنى : والسماء ذات البروج إن بطش ربك ، وما بينهما معترض مؤكد للقسم . وكذلك قال الترمذي الحكيم في نوادر الأصول : إن القسم واقع عما ذكر صفته بالشدة .
ولما كان لا يثيب ويعذب على هذا الوجه إلا من كان في غاية العظمة ، قال معللاً لفعله ذلك دالاً بذلك التعلل على ما له من العظمة التي تتقاصر الأفكار دون عليائها ، مؤكداً لما للأعداء من الإنكار : { إن بطش ربك } أي أخذ المحسن إليك المدبر لأمرك أعداء الدين بالعنف و{[72510]}السطوة وغاية الشدة{[72511]} { لشديد * } أي شدة يزيد عنفها على ما في البطش من العنف المشروط في تسميته ، فهو عنف مضاعف .
قوله تعالى : { إن بطش ربك لشديد 12 إنه هو يبدئ ويعيد 13 وهو الغفور الودود 14 ذو العرش المجيد 15 فعّال لما يريد } البطش معناه الأخذ بعنف . فقد وصف الله نفسه بأنه منتقم من الطغاة الجبابرة الذين يصدون الناس عن دين الله ويعذبون المؤمنين وينكلون بهم بسبب إيمانهم وعقيدتهم . وانتقام الله من المجرمين العتاة أليم شديد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.