في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ} (85)

69

وبهذا القلب السليم ، استنكر ما عليه قومه واستبشعه . استنكار الحس السليم لكل ما تنبو عنه الفطرة الصادقة من تصور ومن سلوك :

( إذ قال لأبيه وقومه : ماذا تعبدون ? أإفكاً آلهة دون الله تريدون ? فما ظنكم برب العالمين ? ) . . وهو يراهم يعبدون أصناماً وأوثاناً . فيهتف بهم هتاف الفطرة السليمة في استنكار شديد . ( ماذا تعبدون ? )ماذا ? فإن ما تعبدون ليس من شانه أن يعبد ، ولا أن يكون له عابدون ! وما يعبده الإنسان في شبهة من حق . إنما هو الإفك المحض . والافتراء الذي لا شبهة فيه .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِذۡ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوۡمِهِۦ مَاذَا تَعۡبُدُونَ} (85)

83

84- { إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون } .

هذه الآية وما بعدها بيان وتفسير لسلامة قلب إبراهيم ، وإخلاصه في الدعوة إلى الله ؛ فقد ناقش أباه في عبادة الأصنام ، وكذلك قومه ، وهنا يسألهم سؤال منكر عليهم ، لأن الذي يُعبَد هو الخالق الرازق القوي القادر ، والأصنام لم تَخْلُق ولم تَرْزُق ، ولا تدفع عن نفسها ضُرّا ، ولا تجلب نفعا لنفسها ، فضلا عن غيرها .