في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ} (9)

( وأما من بخل واستغنى . وكذب بالحسنى . . فسنيسره للعسرى . وما يغني عنه ماله إذا تردى . ) . .

ومن بخل بنفسه وماله . واستغنى عن الله وهداه . وكذب بهذه الحسنى . .

هذان هما الصفان اللذان يلتقي فيهما شتات النفوس ، وشتات السعي ، وشتات المناهج ، وشتات الغايات . ولكل منهما في هذه الحياة طريق . . ولكل منهما في طريقه توفيق !

والذي يبخل بنفسه وماله ، ويستغني عن ربه وهداه ، ويكذب بدعوته ودينه . . يبلغ أقصى ما يبلغه إنسان بنفسه من تعريضها للفساد .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَكَذَّبَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ} (9)

وأما قوله : وَكَذّبَ بالْحُسْنَى فإن أهل التأويل اختلفوا في تأويله نحو اختلافهم في قوله : وَصَدّقَ بالْحُسْنَى وأما نحن فنقول : معناه : وكذّب بالخَلَف ، كما :

حدثنا حميد بن مسعدة ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس : وكَذّبَ بالْحُسْنَى : وكذّب بالخَلَف .

حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس وَكَذّبَ بالْحُسْنَى بالخَلَف من الله .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة وكَذّبَ بالْحُسْنَى وكذّب بموعود الله الذي وعد ، قال الله : فَسَنُيَسّرُهُ لِلْعُسْرَى .

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة وَكَذّبَ بالْحُسْنَى وكذّب الكافر بموعود الله الحسن .

وقال آخرون : معناه : وكذّب بتوحيد الله . ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس وَكَذّبَ بالْحُسْنَى : وكذّب بلا إله إلاّ الله .

حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : حدثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : وَكَذّبَ بالْحُسْنَى بلا إله إلاّ الله .

وقال آخرون : بل معنى ذلك : وكذّب بالجنة . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد وَكَذّبَ بالْحُسْنَى قال : بالجنة .