تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ} (22)

{ بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ } أي : يعاندون الحق بعدما تبين ، فلا يستغرب عدم إيمانهم وعدم انقيادهم للقرآن ، فإن المكذب بالحق عنادًا ، لا حيلة فيه .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ} (22)

وقوله : { بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ } أي : من سجيتهم التكذيب والعناد والمخالفة للحق .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ} (22)

القول في تأويل قوله تعالى : { بَلِ الّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذّبُونَ * وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ * فَبَشّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * إِلاّ الّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ } .

قوله : بَلِ الّذِينَ كَفَرُوا يُكَذّبُونَ يقول تعالى ذكره : بل الذين كفروا يكذّبون بآيات الله وتنزيله .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ} (22)

يجوز إنه إضراب انتقالي من التعجيب من عدم إيمانهم وإنكاره عليهم إلى الإِخبار عنهم بأنهم مستمرون على الكفر والطعن في القرآن ، فالكلام ارتقاء في التعجيب والإِنكار .

فالإِخبار عنهم بأنهم يكذبون مستعمل في التعجيب والإِنكار فلذلك عبر عنه بالفعل المضارع الذي يستروح منه استحضار الحالة مثل قوله : { يجادلنا في قوم لوط } [ هود : 74 ] .

ويجوز أن يكون { بل } إضراباً إبطالياً ، أي لا يوجد ما لأجله لا يؤمنون ولا يصدقون بالقرآن بل الواقع بضد ذلك فإن بواعث الإِيمان من الدلائل متوفرة ودواعي الاعتراف بصدق القرآن والخضوع لدعوته متظاهرة ولكنهم يكذبون ، أي يستمرون على التكذيب عناداً وكبرياء ويومىء إلى ذلك قوله : { واللَّه أعلم بما يوعون } [ الانشقاق : 23 ] .

وهذان المعنيان نظيرُ الوجهين في قوله تعالى في سورة الانفطار ( 9 10 ) { بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين . } وفي اجتلاب الفعل المضارع دلالة على حدوث التكذيب منهم وتجدده ، أي بل هم مستمرون على التكذيب عناداً وليس ذلك اعتقاداً فكما نُفي عنهم تجدُّد الإِيمان وتجدد الخضوع عند قراءة القرآن أُثبت لهم تجدد التكذيب .

وقوله : { الذين كفروا } إظهار في مقام الإِضمار لأن مقتضى الظاهر أن يقال : بل هم يكذبون ، فعدل إلى الموصول والصلة لما تؤذن به الصلة من ذمهم بالكفر للإِيماء إلى علة الخبر ، أي أنهم استمروا على التكذيب لتأصل الكفر فيهم وكونهم ينعتون به .