تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا} (15)

{ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا } من بر وشعير وذرة وأرز ، وغير ذلك مما يأكله الآدميون .

{ وَنَبَاتًا } يشمل سائر النبات ، الذي جعله الله قوتا لمواشيهم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا} (15)

وقوله : { لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } أي : لنخرجَ بهذا الماء الكثير الطيب النافع المُبَارَك { حَبًّا } يدخر للأناسي والأنعام ، { وَنَبَاتًا } أي : خضرًا يؤكل رطبا ، { وَجَنَّاتٍ } أي : بساتين وحدائقَ من ثمرات متنوعة ، وألوان مختلفة ، وطعوم وروائح متفاوتة ، وإن كان ذهلك {[29650]} في بقعة واحدة من الأرض مجتمعًا ؛ ولهذا قال : { وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا } قال ابن عباس ، وغيره : { أَلْفَافًا } مجتمعة . وهذه كقوله تعالى : { وَفِي الأرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأكُلِ } الآية [ الرعد : 4 ] .


[29650]:- (4) في م، أ: "ذلك".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا} (15)

القول في تأويل قوله تعالى : { لّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً * وَجَنّاتٍ أَلْفَافاً * إِنّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتاً * يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً * وَفُتِحَتِ السّمَآءُ فَكَانَتْ أَبْوَاباً * وَسُيّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً } .

يقول تعالى ذكره : لنخرج بالماء الذي ننزله من المعصِرات إلى الأرض حبا والحب كلّ ما تضمنه كمام الزرع التي تحصد ، وهي جمع حبة ، كما الشعير جمع شعيرة ، وكما التمر جمع تمرة . وأما النبات فهو الكلأ الذي يُرْعَى ، من الحشيش والزروع .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا} (15)

لنخرج به حبا ونباتا ما يقتات به وما يعتلف من التبن والحشيش .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا} (15)

و «الحب » : جنس الحبوب الذي ينتفع به الحيوان ، و «النبات » : العشب الذي يستعمل رطباً لإنسان أو بهيمة .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لِّنُخۡرِجَ بِهِۦ حَبّٗا وَنَبَاتٗا} (15)

وجيء بفعل { لنخرج } دون نحو : لننبت ، لأن المقصود الإيماء إلى تصوير كيفية بعث الناس من الأرض إذ ذلك المقصد الأول من هذا الكلام ألا ترى أنه لما كان المقصد الأول من آية سورة ( ق ) هو الامتنانَ جيء بفعل « أنبتنا » في قوله : { ونزَّلنا من السماء ماء مباركاً فأنبتنا به جناتٍ } [ ق : 9 ] الآية . ثم أتبع ثانياً بالاستدلال به على البعث بقوله : { كذلك الخروج } [ ق : 11 ] . والبعث خروج من الأرض قال تعالى : { ومنها نخرجكم تارة أخرى } في سورة طه ( 55 ) .

والحَب : اسم جمع حبّة وهي البرزة . والمراد بالحب هنا : الحب المقتات للناس مثل : الحنطة ، والشعير ، والسُّلت ، والذُّرة ، والأرزُّ ، والقُطنية ، وهي الحبوب التي هي ثمرة السنابل ونحوها .

والنّبات أصله اسم مصدر نبت الزرع ، قال تعالى : { واللَّه أنبتكم من الأرض نباتاً } [ نوح : 17 ] وأطلق النبات على النابت من إطلاق المصدر على الفاعل وأصله المبالغة ثم شاع استعماله فنسيت المبالغة .

والمراد به هنا : النبات الذي لا يؤكل حبه بل الذي ينتفع بذاته وهو ما تأكله الأنعام والدواب مثل التبن والقُرط والفصفصة والحشيش وغير ذلك .

وجعلت الجنات مفعولاً ل ( تخرج ) على تقدير مضاف ، أي نخل جنات أو شجر جنات ، لأن الجنات جمع جَنة وهي القطعة من الأرض المغروسة نخلاً ، أو نخلاً وكرْماً ، أو بجميع الشجر المثمر مثل التين والرمان كما جاء في مواضعَ من القرآن ، وهي استعمالات مختلفة باختلاف المنابت .