و { يوم يتذكر الإنسان ما سعى } بدل من جملة { إذا جاءت الطامة الكبرى } بدل اشتمال لأن ما أضيف إليه يوم هو من الأحوال التي يشتمل عليها زمن مجيء الطامة وهو يوم القيامة ويوم الحساب .
وتَذَكُّر الإِنسان ما سعاه : أن يوقَف على أعماله في كتابه لأن التذكر مطاوع ذكَّره .
والتذكر يقتضي سبق النسيان وهو انمحاء المعلوم من الحافظة .
والمعنى : يوم يُذَكَّر الإِنسان فيتذكر ، أي يعرض عليه عمله فيعترف به إذ ليس المقصود من التذكر إلا أثره ، وهو الجزاء فكني بالتذكر عن الجزاء قال تعالى :
{ اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً } [ الإسراء : 14 ] .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم نعت الطامة فقال: {يوم يتذكر الإنسان ما سعى} يعني يتذكر ما عمل في الدنيا من الشر، يجزى به في ذلك اليوم...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
إذا جاءت الطامّة يوم يتذكّر الإنسان ما عَمِل في الدنيا من خير وشرّ، وذلك سعيه...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
ما عمل، وتذكره يكون بوجهين: أحدهما: بقراءته كتابه كقوله تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا} [الإسراء: 14]. والتذكر الثاني يكون بالجزاء. فالتذكر الأول يكون باللطف من الله تعالى، وإلا فالمراد قد تكتب أشياء ثم ينساها إذا طالت المدة، ولا يتذكر بالقراءة. ففي ما لم يتول كتابه أحق ألا يتذكر. لكن الله تعالى بلطفه يذكره بالقراءة، فيعرف صدق ما كتبته الملائكة، ويعرف أنه إذا عوقب عوقب جزاء ما كسبت يداه، ويكون الجزاء أبلغ بالتذكر، فيتذكر في ذلك الوقت...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ثم بين متى مجيئها فقال (يوم يتذكر الإنسان ما سعى) ومعناه تجيئ الطامة في يوم يتذكر الإنسان ما عمله في دار التكليف من خير أو شر وسعى فيه، ويعلم ما يستحقه من ثواب وعقاب...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
يعني: إذا رأى أعماله مدونة في كتابه تذكرها وكان قد نسيها، كقوله: {أحصاه الله وَنَسُوهُ} [المجادلة: 6]...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{يوم يتذكر} أي- تذكراً عظيماً ظاهراً -بما أشار إليه الإظهار {الإنسان} أي الخلق الآنس بنفسه الغافل عما خلق له {ما سعى} أي عمل كله من خير وشر لأنه يراه في صحيفة أعماله...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
يتذكر سعيه ويستحضره، إن كانت أحداث الحياة، وشاغل المتاع أغفلته عنه وأنسته إياه. يتذكره ويستحضره ولكن حيث لا يفيده التذكر والاستحضار إلا الحسرة والأسى وتصور ما وراءه من العذاب والبلوى!...
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
وتَذَكُّر الإِنسان ما سعاه: أن يوقَف على أعماله في كتابه لأن التذكر مطاوع ذكَّره. والتذكر يقتضي سبق النسيان وهو انمحاء المعلوم من الحافظة. والمعنى: يوم يُذَكَّر الإِنسان فيتذكر، أي يعرض عليه عمله فيعترف به إذ ليس المقصود من التذكر إلا أثره، وهو الجزاء فكني بالتذكر عن الجزاء قال تعالى: {اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً} [الإسراء: 14]...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
(يوم يتذكر الإنسان ما سعى). وأنى للتذكر بعد فوات الأوان! وإذا طلبوا الرجوع إلى الدنيا لإصلاح ما أفسدوا ويتداركوا الأمر، فسيقرعون ب (كلاّ). وإذا ما اعتذروا تائبين، فلا محيص عن ردّهم، بعد أن أوصدت أبواب التوبة بأمر الجبّار الحكيم. وعندها: لا يبقى لهم إلاّ الحسرة والندامة، والهم والغم...وثمّة نكتة في الآية ترتبط بصيغة الفعل «يتذكر»، فقد جاء الفعل مضارعاً ليدل على استمرارية التذكر، فالإنسان أمام ذلك المنظر الرهيب، وقد أزيلت الحجب عن قلبه وروحه، سيرى الحقائق بعينها شاخصة أمامه، ولا ينسى حينها ما اكتسبت يداه من أعمال...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.