وجملة { إنَّا كذلك نفعل بالمجرمين } تعليل لما اقتضته جملة { فإنَّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون } أي فإن جزاء المجرمين يكون مثل ذلك الجزاء في مؤاخذة التابع المتبوع .
والمراد بالمجرمين : المشركون ، أي المجرمين مثلَ جرمهم ، وقد بينته جملة { إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون } [ الصافات : 35 ] .
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
"إنّا كذلكَ نَفْعَلُ بالمُجْرِمِينَ" يقول تعالى ذكره: إنا هكذا نفعل بالذين اختاروا معاصيَ الله في الدنيا على طاعته، والكفر به على الإيمان، فنذيقهم العذاب الأليم، ونجمع بينهم وبين قرنائهم في النار.
تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
{نَفْعَلُ} بكل مجرم، يعني أنّ سبب العقوبة هو الإجرام، فمن ارتكبه استوجبها...
عنى بالمجرمين ههنا الكفار بدليل أنه تعالى قال بعد هذه الكلمة: {إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون}.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما أخبر سبحانه باشتراكهم، استأنف الإخبار بما يهول أمر عذابهم ويشير إلى عمومه في الدارين لكل من شاركهم في الإجرام، فقال مؤكداً دفعاً لظن من ينكر القيامة وظن من يرى الإملاء للمجرم في الدنيا نعمة وينفي كونه نقمة، أو يفعل في التمادي في الإجرام فعل المنكر: {إنا} أي بما لنا من العظمة التي لا يفوتها شيء.
{كذلك نفعل بالمجرمين} أي كل قاطع لما أمر الله به أن يوصل في الدنيا والآخرة، نمهل ثم نأخذ أخذاً عنيفاً يصير به المشتركون في الظلم أعداء يتخاصمون، ويحيل بعضهم على بعض ثم لا ينفعهم ذلك، بل نشارك بينهم في العقوبة.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة {إنَّا كذلك نفعل بالمجرمين} تعليل لما اقتضته جملة {فإنَّهم يومئذٍ في العذاب مشتركون} أي فإن جزاء المجرمين يكون مثل ذلك الجزاء في مؤاخذة التابع والمتبوع.
{إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ} والمجرم هو الذي يُكذِّب بقضية الإيمان الأولى، وهي التوحيد؛ لذلك يصفهم الحق سبحانه في الآية بعدها: {إِنَّهُمْ كَانُوۤاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ...}.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.