تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۭ} (14)

مَرْفُوعَةٍ } القدر والرتبة { مُطَهَّرَةٌ } [ من الآفاق و ] عن أن تنالها أيدي الشياطين أو يسترقوها ، بل

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۭ} (14)

1

ثم ترتفع نبرة العتاب حتى لتبلغ حد الردع والزجر : ( كلا ! ) . . لا يكن ذلك أبدا . . وهو خطاب يسترعي النظر في هذا المقام .

ثم يبين حقيقة هذه الدعوة وكرامتها وعظمتها ورفعتها ، واستغناءها عن كل أحد . وعن كل سند وعنايتها فقط بمن يريدها لذاتها ، كائنا ما كان وضعه ووزنه في موازين الدنيا : ( إنها تذكرة . فمن شاء ذكره . في صحف مكرمة . مرفوعة مطهرة . بأيدي سفرة . كرام بررة . ) . . فهي كريمة في كل اعتبار . كريمة في صحفها ، المرفوعة المطهرة الموكل بها السفراء من الملأ الأعلى ينقلونها إلى المختارين في الأرض ليبلغوها . وهم كذلك كرام بررة . . فهي كريمة طاهرة في كل ما يتعلق بها ، وما يمسها من قريب أو من بعيد . وهي عزيزة لا يتصدى بها للمعرضين الذين يظهرون الاستغناء عنها ؛ فهي فقط لمن يعرف كرامتها ويطلب التطهر بها . .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۭ} (14)

يقول تعالى ذكره : كَلاّ ما الأمر كما تفعل يا محمد ، من أن تعبِس في وجه من جاءك يسعى وهو يخشى ، وتتصدّى لمن استغنى إنّها تَذْكِرَةٌ يقول : إن هذه العظة وهذه السورة تذكرة يقول : عظة وعبرة فَمَنْ شاءَ ذَكَرَهُ يقول : فمن شاء من عباد الله ذكره ، يقول : ذكر تنزيل الله ووحيه ، والهاء في قوله «إنّها » للسورة ، وفي قوله «ذَكَرَهُ » للتنزيل والوحي في صحف يقول إنها تذكرة فِي صُحُفٍ مُكَرّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهّرَةٍ يعني في اللوح المحفوظ ، وهو المرفوع المطهّر عند الله .

   
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۭ} (14)

و { مطهرة } اسم مفعول مِن طَهَّره إذا نظَّفه . والمراد هنا : الطهارة المجازية وهي الشرف ، فيجوز أن يحمل الصحف على حقيقته فتكون أوصافها ب { مُكرمة ، مرفوعة ، مطهرة } محمولة على المعاني المجازية وهي معاني الاعتناء بها كما قال تعالى : { قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم } [ النمل : 29 ] . وتشريفها كما قال تعالى : { إن كتاب الأبرار لفي عليين } [ المطففين : 18 ] وقُدسِيةِ معانيها كما قال تعالى : { ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم } [ البقرة : 129 ] ، وكان المرادُ بالصحف الأشياء التي كتب فيها القرآن من رقوق وقراطيسَ ، وأكتاف ، ولِخاف ، وجريد .

فقد روي أن كتَّاب الوحي كانوا يكتبون فيها كما جاء في خبر جمع أبي بكر للمصحف حين أمر بكتابته في رقوق أو قراطيس ، ويكون إطلاق الصحف عليها تغليباً ويكون حرف ( في ) للظرفية الحقيقية ويكون المراد بالسفرة جمع سافر ، أي كاتب ، وروي عن ابن عباس . قال الزجاج : وإنما قيل للكتاب سفر ( بكسر السين ) وللكاتب سَافر ؛ لأن معناه أنه يبين الشيء ويوضحه يقال : أسفر الصبح ، إذا أضاء وقاله الفراء .

ويجوز أن يراد بالصحف كتب الرسل الذين قبل محمد صلى الله عليه وسلم مثل التوراة والإِنجيل والزبور وصحف إبراهيم عليه السلام .

فتكون هذه الأوصاف تأييداً للقرآن بأن الكتب الإلهية السابقة جاءت بما جاء به . ومعنى كون هذه التذكرة في كتب الرسل السابقين : أن أمثال معانيها وأصولها في كتبهم ، كما قال تعالى : { إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى } [ الأعلى : 18 19 ] وكما قال : { وإنه لفي زبر الأولين } [ الشعراء : 196 ] وكما قال : { شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى } [ الشورى : 13 ] .

ويجوز أن يراد بالصحف صحفٌ مجازية ، أي ذوات موجودةٌ قدسيةٌ يتلقى جبريل عليه السلام منها القرآن الذي يؤمر بتبليغه للنبيء صلى الله عليه وسلم ويكون إطلاق الصحف عليها لشبهها بالصحف التي يكتب الناس فيها . ومعنى { مكرمة } عناية الله بها ، ومعنى { مرفوعة } أنها من العالم العلوي ، ومعنى { مطهرة } مقدسة مباركة ، أي هذه التذكرة مما تضمنه علم الله وما كتبه للملائكة في صحف قدسية .

وعلى الوجهين المذكورين في المراد بالصحف ( فَسَفَرة ) يجوز أن يكون جمع سَافر ، مثل كاتب وكتبة ، ويجوز أن يكون اسم جمع سَفير ، وهو المرسَل في أمر مهم ، فهو فَعيل بمعنى فاعل ، وقياس جمعه سفراء وتكون ( في ) للظرفية المجازية ، أي المماثلة في المعاني .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{مَّرۡفُوعَةٖ مُّطَهَّرَةِۭ} (14)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"فِي صُحُفٍ مُكَرّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهّرَةٍ" يعني في اللوح المحفوظ، وهو المرفوع المطهّر عند الله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{مرفوعة} أي مرفوعة القدر {مطهرة} من التناقض والاختلاف، أو مطهرة من أن تنالها أيدي العصاة، أو مطهرة من الأقذار والأدناس...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

أي مصونة عن أن تنالها أيدي الكفار الأنجاس...

أي رفعها الله عن دنس الأنجاس ونزهها عن ذلك...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

مرفوعة في القَدْر والرتبة، مطهرة من التناقض والكذب...

معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي 516 هـ :

{مطهرة} لا يمسها إلا المطهرون، وهم الملائكة...

مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 710 هـ :

{مُّطَهَّرَةٍ} عن مس غير الملائكة أو عما ليس من كلام الله تعالى...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

(مُطَهَّرَةٍ) أي: من الدنس والزيادة والنقص...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{مرفوعة} أي علية المقدار بإعلاء كل أحد لا سيما من له الأمر كله {مطهرة} أي منزهة عن أيدي أهل السفول وعن قولهم إنها شعر أو سحر ونحو ذلك،...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {مطهرة} اسم مفعول مِن طَهَّره إذا نظَّفه. والمراد هنا: الطهارة المجازية وهي الشرف، فيجوز أن يحمل الصحف على حقيقته فتكون أوصافها ب {مُكرمة، مرفوعة، مطهرة} محمولة على المعاني المجازية وهي معاني الاعتناء بها كما قال تعالى: {قالت يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم} [النمل: 29]. وتشريفها كما قال تعالى: {إن كتاب الأبرار لفي عليين} [المطففين: 18] وقُدسِيةِ معانيها كما قال تعالى: {ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} [البقرة: 129]، وكان المرادُ بالصحف الأشياء التي كتب فيها القرآن من رقوق وقراطيسَ، وأكتاف، ولِخاف، وجريد. فقد روي أن كتَّاب الوحي كانوا يكتبون فيها كما جاء في خبر جمع أبي بكر للمصحف حين أمر بكتابته في رقوق أو قراطيس، ويكون إطلاق الصحف عليها تغليباً ويكون حرف (في) للظرفية الحقيقية ويكون المراد بالسفرة جمع سافر، أي كاتب، وروي عن ابن عباس. قال الزجاج: وإنما قيل للكتاب سفر (بكسر السين) وللكاتب سَافر؛ لأن معناه أنه يبين الشيء ويوضحه يقال: أسفر الصبح، إذا أضاء وقاله الفراء. ويجوز أن يراد بالصحف كتب الرسل الذين قبل محمد صلى الله عليه وسلم مثل التوراة والإِنجيل والزبور وصحف إبراهيم عليه السلام. فتكون هذه الأوصاف تأييداً للقرآن بأن الكتب الإلهية السابقة جاءت بما جاء به. ومعنى كون هذه التذكرة في كتب الرسل السابقين: أن أمثال معانيها وأصولها في كتبهم، كما قال تعالى: {إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى} [الأعلى: -18 -19] وكما قال: {وإنه لفي زبر الأولين} [الشعراء: 196] وكما قال: {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى} [الشورى: 13]. ويجوز أن يراد بالصحف صحفٌ مجازية، أي ذوات موجودةٌ قدسيةٌ يتلقى جبريل عليه السلام منها القرآن الذي يؤمر بتبليغه للنبيء صلى الله عليه وسلم ويكون إطلاق الصحف عليها لشبهها بالصحف التي يكتب الناس فيها. ومعنى {مكرمة} عناية الله بها، ومعنى {مرفوعة} أنها من العالم العلوي، ومعنى {مطهرة} مقدسة مباركة، أي هذه التذكرة مما تضمنه علم الله وما كتبه للملائكة في صحف قدسية. وعلى الوجهين المذكورين في المراد بالصحف فَ"سَفَرة" يجوز أن يكون جمع سَافر، مثل كاتب وكتبة، ويجوز أن يكون اسم جمع سَفير، وهو المرسَل في أمر مهم، فهو فَعيل بمعنى فاعل، وقياس جمعه سفراء وتكون (في) للظرفية المجازية، أي المماثلة في المعاني...