القول في تأويل قوله تعالى : { كَذّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلاَ تَتّقُونَ * إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَىَ رَبّ الْعَالَمِينَ } .
يقول تعالى ذكره : كَذّبَتْ عَادٌ رسل الله إليهم إذْ قالَ لَهُمْ أخُوهُمْ هُودٌ ألاَ تَتّقُونَ عقاب الله على كفركم به إنّي لَكُمْ رَسُولٌ من ربي يأمركم بطاعته ، ويحذّركم على كفركم بأسه ، أمِينٌ على وحيه ورسالته فاتّقُوا اللّهَ بطاعته والانتهاء إلى ما يأمركم وينهاكم وأطِيعُونِ فيما آمركم به من اتقاء الله وتحذيركم سطوته وَما أسألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أجْرٍ يقول : وما أطلب منكم على أمري إياكم باتقاء الله جزاء ولا ثوابا إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلى رَبّ العالَمِينَ يقول : ما جزائي وثوابي على نصيحتي إياكم إلا على ربّ العالمين .
{ عاد } قبيلة ، وانصرف للخفية ، وقيل هو اسم أبيهم وخاطبهم { هود } عليه السلام بمثل مخاطبة سائر الرسل ، ثم كلمهم فيما انفردوا به من الأفعال التي اقتضتها أحوالهم فقال { أتبنون } على جهة التوبيخ ، «والريع » المرتفع من الأرض ، ومنه قول المسيب ابن عباس يصف ظعناً : [ الكامل ]
في الآل يخفضها ويرفعها . . . ريع يلوح كأنَّه سحل{[8957]}
والسحل الثوب الأبيض ومنه قول ذي الرمة : [ الطويل ]
طراق الخوافي مشرق فوق ريعة . . . ندى ليله في ريشه يترقرق{[8958]}
ومنه قول الأعشى : [ المتقارب ]
وبهماء قفر تجاوزتها . . . إذا خب في ريعها آلها{[8959]}
ويقال «رِيع » بكسر الراء ويقال «رَيع » بفتحها ، وبها قرأ ابن أبي عبلة وعبر بعض المفسرين عن الريع بالطريق وبعضهم بالفج وبعضهم بالثنية الصغيرة .
قال القاضي أبو محمد : وجملة ذلك أنه المكان المشرف وهو الذي يتنافس البشر في مبانيه ، و «الآية » ، البنيان ، قال ابن عباس آية علم ، قال مجاهد أبراج الحمام ، قال النقاش وغيره القصور الطوال .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.