وقالوا : { آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ }
وقال محمد بن إسحاق : جعلت تبتلع{[12015]} تلك الحبال والعصى واحدة ، واحدة حتى ما يُرَى بالوادي قليل ولا كثير مما ألقوا ، ثم أخذها موسى فإذا هي عصا في يده كما كانت ، ووقع السحرة سجدا { قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ . رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ } لو كان هذا ساحرا ما غُلبنا .
وقال القاسم بن أبي بَزَّة : أوحى الله إليه أن ألق عصاك ، فألقى عصاه ، فإذا هي ثعبان فاغرٌ فَاهُ ، يبتلع{[12016]} حبالهم وعصيهم . فألقي السحرة عند ذلك سجدا ، فما رفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة والنار وثواب أهلهما .
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
قال بعض أهل التأويل: إنهم لمّا {قالوا آمنا برب العالمين} قال لهم فرعون: إياي تعنون؟ فعند ذلك قالوا: لا، ولكن {رب موسى وهارون}.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
وقوله تعالى "قالوا آمنا برب العالمين "حكاية لما قالت السحرة عند تبينهم الحق ووقوعهم للسجود لله تعالى واعترافهم بأنهم آمنوا برب العالمين الذي خلق السموات والارض وما بينهما وخلق موسى وهارون. والقول: كلام يدل على الحكاية، وأصل الصفة ب (رب) التربية وهي: تنشئة الشيء حالا بعد حال حتى يصير إلى حال التمام والكمال، ومنه رب النعمة يربها ربا إذا تممها...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
وآمنوا نطقاً بألسنتهم، وتبينهم الرب بذكر موسى وهارون زوال عن ربوبية فرعون وما كان يتوهم فيه الجهال من أنه رب الناس، وهارون أخو موسى...
... إنه تعالى ذكر أولا أنهم صاروا ساجدين، ثم ذكر بعده أنهم قالوا: {آمنا برب العالمين} فما الفائدة فيه مع أن الإيمان يجب أن يكون متقدما على السجود؟ وجوابه من وجوه:
الأول: أنهم لما ظفروا بالمعرفة سجدوا لله تعالى في الحال، وجعلوا ذلك السجود شكرا لله تعالى على الفوز بالمعرفة والإيمان، وعلامة أيضا على انقلابهم من الكفر إلى الإيمان، وإظهار الخضوع والتذلل لله تعالى، فكأنهم جعلوا ذلك السجود الواحد علامة على هذه الأمور الثلاثة على سبيل الجمع.
الوجه الثاني: لا يبعد أنهم عند الذهاب إلى السجود قالوا: {آمنا برب العالمين} وعلى هذا التقدير فالسؤال زائل والوجه الصحيح هو الأول.
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :
{ءامَنَّا بِرَبّ العالمين} أي مالك أمرهم والمتصرف فيهم.
تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :
وفى إِلقائهم ساجدين وقولهم هذا عكس لما أَراد فرعون، أَراد أَن يكسر بهم موسى، فكسره موسى عليه السلام بهم، وزادوا ذكر رب موسى وهارون إِزالة لتوهم من يتوهم أَن مرادهم برب العالمين فرعون، إِذ كان لعنه الله يقول: أَنا ربكم الأَعلى، ولو لم يذكروا هارون لأَوهم اللفظ إِرادة فرعون، إِذ كان موسى متربيا في حجر فرعون، فربما توهم متوهم أَنهم أَرادوا أَن فرعون رب لموسى وسائر العالمين...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
ومن هنا تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق، الذي يجدون برهانه في أنفسهم عن يقين..
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
جملة: {قالوا} بدل اشتمال من جملة: {ألقي السحرة} لأن الهوي للسجود اشتمل على ذلك القول، وهم قصدوا من قولهم ذلك الإعلان بإيمانهم بالله لئلا يظن الناس أنهم سجدوا لفرعون، إذ كانت عادة القبط السجود لفرعون، ولذلك وصفوا الله بأنه رب العالمين بالعنوان الذي دَعا به موسى عليه السلام، ولعلهم لم يكونوا يعرفون اسماً علماً لله تعالى، إذ لم يكن لله اسم عندهم، وقد عُلم بذلك أنهم كفروا بإلاهية فرعون.
زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :
ولكنهم إذا كانوا قد خسروا المعركة، فقد ظفروا بما هو أعظم وهو الإيمان، إذ علموا أنها معجزة حقا وصدقا، وإن موسى وهارون صادقان بالبرهان والدليل ولكنهم إذا كانوا قد خسروا المعركة، فقد ظفروا بما هو أعظم وهو الإيمان، إذ علموا أنها معجزة حقا وصدقا، وإن موسى وهارون صادقان بالبرهان والدليل، ولذا قال الله تعالى: {وألقي السحرة ساجدين}، أي ألقوا بأنفسهم خارّين سجودا لله رب العالمين {رب موسى وهارون}، أي رب العالمين العاقلين، وذكر موسى وهارون على أنه ربهما لا للاختصاص به، بل لأنهما دعوا إليه.
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وبذكر هذه الجملة بينوا بصراحة الحقيقة التالية وهي: أنّنا آمنا بربّ هو غير الربّ المختلق، المصطنع، إنّه الربّ الحقيقي. بل لم يكتفوا بلفظة «ربّ العالمين» أيضاً، لأنّ فرعون كان يدعي أنّه ربّ العالمين، لهذا أضافوا: «ربّ موسى وهارون» حتى يقطعوا الطريق على كل استغلال. على أنّ هذا الموضوع الذي غيّر أناساً بمثل هذه الصورة، يجب أن لا يكون موضوع استغراب وتعجب، لأنّ نور الإيمان والتوحيد موجود في جميع القلوب، ويمكن أن تخفيه بعض الموانع والحجب الاجتماعية مدّة طويلة أو قصيرة، ولكن عندما تهب بعض العواصف بين حين وآخر تنزاح تلك الحجب، ويتجلّى ذلك النور ويأخذ بالأبصار.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.