تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (89)

{ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ْ } فتبا لمن لم يرغب بما رغبوا فيه ، وخسر دينه ودنياه وأخراه ، وهذا نظير قوله تعالى { قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا ْ } وقوله : { فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ ْ }

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (89)

{ أَعَدَّ الله } - تعالى - لهؤلاء المؤمنين الصادقين { جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن } تحت ثمارها وأشجارها ومساكنها { الأنهار خَالِدِينَ } في تلك الجنات خلودا أبديا ، و " ذلك " العطاء الجزيل ، هو { الفوز العظيم } الذي لا يدانيه فوز ، ولا تقاربه سعادة .

وبذلك ترى أن هذه الآيات الكريمة قد ذمت المنافقين لجبنهم ، وسوء نيتهم ، وتخلفهم عن كل خير . . . ومدحت الرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين ، الذين نهضوا بتكاليف العقيدة ، وأدوا ما يجب عليهم نحو خالقهم وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم من أجل إعلاء كلمته - سبحانه .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ ذَٰلِكَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ} (89)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: أعدّ الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم وللذين آمنوا معه جنات، وهي البساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار. "خالدينَ فيهَا "يقول: لابثين فيها، لا يموتون فيها، ولا يظعنون عنها. "ذلكَ الفَوْزُ العَظِيمُ" يقول: ذلك النجاء العظيم والحظّ الجزيل.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

الإعداد: جعل الشيء مهيئا لغيره... وهو من العدد، لأنه قد عد الله جميع ما يحتاج إلى تقديمه له من الأمور،ومثله الاتخاذ. والوجه في إعداد ذلك قبل مجيئ وقت الجزاء أن تصوره لذلك أدعى إلى الطاعة وآكد في الحرص عليها... وقوله "ذلك الفوز العظيم "إشارة إلى ما أعده لهم وإخبار منه بأنه الفوز العظيم. والفوز: النجاة من الهلكة إلى حال النعمة... وإنما وصفه بالعظيم لأنه حاصل على جهة الدوام.

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

تشير الآية إلى أن راحاتِهم موعودة، وإِنْ كانت الأتعابُ في الحال موجودةً مشهودة. ويقال صادِقُ يقينهم بالثوابِ يُهوِّن عليهم مقاساةَ ما يلقونه -في الوقت- من الأتعاب...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

و {أعد} معناه يسر وهيأ، وقوله {من تحتها} يريد من تحت مبانيها وأعاليها، و {الفوز}: حصول الإنسان على أمله، وظفره ببغيته...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

قوله: {أعد الله لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها} يحتمل أن تكون هذه الجنات كالتفسير للخيرات وللفلاح، ويحتمل أن تحمل تلك الخيرات والفلاح على منافع الدنيا، مثل الغزو، والكرامة، والثروة، والقدرة، والغلبة، وتحمل الجنات على ثواب الآخرة. و {الفوز العظيم} عبارة عن كون تلك الحالة مرتبة رفيعة، ودرجة عالية.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فتبا لمن لم يرغب بما رغبوا فيه، وخسر دينه ودنياه وأخراه...

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

هذا بعض الفلاح الذي ذكره الله، وهو أنه أعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار، أي أن الله تعالى أعطاهم نعيما فيه ثلاث خواص كلها يزكي بعضها بعضا؛

أولها: أنها جنات، وهي جمع جنة فيها الأشجار التي تظل من الحرور، وتتمتع النفس برؤيتها، وبهجتها، وفيها الثمار اليانعة، وفيها من كل فاكهة ما يشتهون، وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ففيها متعة النفس والجسم والروح.

الثاني: أن الأنهار تجري من تحتها تدفع الحرور، وتسقى النفوس والأجسام، ويكون التمتع ببهجتها ومنظرها.

الثالث: أنها خالدة، ففي كل نعيم غير باق يكون الألم بفنائه وانتهائه، أما نعيم الجنة، فهو للبقاء.

ختم الله تعالى الآية بقوله: {ذلك الفوز العظيم} الإشارة إلى هذا النعيم المقيم، وقصر الفوز عليه، أي فلا فوز غيره، فما يحسبه في الدنيا من أسباب الفوز إنما هو باطل لا يجوز. ودل على القصر تعريف الطرفين، وضمير الفصل، والله تعالى أعلم بما يجزى به عباده المتقين...

تفسير الشعراوي 1419 هـ :

وقد عرفنا من قبل أخبار الجنات والأنهار، وهنا يوضح لنا الحق الخير الذي يخلد فيه المؤمنون. ولماذا سمى الله سبحانه وتعالى جزاء الآخرة بأنه: {الفوز العظيم}. ذلك لأن هناك فارقا بين الخير والفلاح في الدنيا، الفوز في الآخرة، فالدنيا موقوتة بعمرك وتتمتع فيها بقدر أسبابك. إذن: ففيها فوز محدود لا يسمى فوزا عظيما. أما الآخرة فالنعمة فيها لا تفارقك أنت، فالنعمة خالدة، وأنت خالد، وهذه النعمة-في الوقت نفسه- ليست بقدراتك أنت، بل بقدرات خالقك سبحانه وتعالى، ولا تحتاج منك أي تعب أو عمل أو اجتهاد، بل يأتيك الشيء بمجرد أن يخطر على بالك، وهذا لا يحدث إلا في الآخرة وفي الجنة وهذا هو الفوز العظيم لأنه دائم وبلا نهاية...