جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (68)

وقوله : وأنجَيْنا مُوسَى وَمَنْ مَعَه أجَمعِينَ يقول تعالى ذكره : وأنجينا موسى مما أتبعنا به فرعون وقومه من الغرق في البحر ومن مع موسى من بني إسرائيل أجمعين ، وقوله : ثُمّ أغْرَقْنا الاَخَرِينَ يقول : ثم أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه ، وقوله : إنّ فِي ذلكَ لاَيَةً يقول تعالى ذكره : إن فيما فعلت بفرعون ومن معه تغريقي إياهم في البحر إذ كذّبوا رسولي موسى ، وخالفوا أمري بعد الإعذار إليهم ، والإنذار لدلالة بينة يا محمد لقومك من قريش على أن ذلك سنتي فيمن سلك سبيلهم من تكذيب رسلي ، وعظة لهم وعبرة أن ادّكروا واعتبروا أن يفعلوا مثل فعلهم من تكذيبك مع البرهان والاَيات التي قد أتيتهم ، فيحلّ بهم من العقوبة نظير ما حلّ بهم ، ولك آية في فعلي بموسى ، وتنجيتي إياه بعد طول علاجه فرعون وقومه منه ، وإظهاري إياه وتوريثه وقومه دورهم وأرضهم وأموالهم ، على أني سالك فيك سبيله ، إن أنت صبرت صبره ، وقمت من تبليغ الرسالة إلى من أرسلتك إليه قيامه ، ومظهرك على مكذّبيك ، ومعليك عليهم ، وما كان أكثرهم مؤمنين يقول : وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين بما أتاك الله من الحقّ المبين ، فسابق في علمي أنهم لا يؤمنون وَإنّ رَبّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ في انتقامه ممن كفر به وكذب رسله من أعدائه ، الرّحِيمُ بمن أنجى من رسله ، وأتباعهم من الغرق والعذاب الذي عذّب به الكفرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (68)

وقوله { وإن ربك لهو العزيز الرحيم } أي عز في نقمته من الكفار ورحم المؤمنين من كل أمة وقد مضى كثير مما يلزم من قصة موسى عليه السلام .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ} (68)

وجه تذييل كل استدلال من دلائل الوحدانية وصدق الرسل في هذه السورة بجملة : { إن في ذلك لآية } إلى آخرها تقدم في طالعة هذه السورة .