التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ} (14)

ثم بين - سبحانه - النتائج المترتبة على كتابة الملائكة لأفعال الإِنسان فقال : { إِنَّ الأبرار لَفِي نَعِيمٍ . وَإِنَّ الفجار لَفِي جَحِيمٍ . يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدين . وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } .

والأبرار : جمع بر - بفتح الباء - ، وهو الإِنسان التقى الموفى بعهد الله - تعالى - .

والفجار : جمع فاجر ، وهو الإِنسان الكثير الفجور ، أى : الخروج عن طاعة الله - تعالى - أى : إن المؤمنين الصادقين الذين وفوا بما عاهدوا الله عليه ، لفى نعيم دائم ، وهناء مقيم ، وإن الفجار الذين نقضوا عهودهم مع الله ، وفسقوا عن أمره ، لفى نار متأججة بعضها فوق بعض ، هؤلاء الفجار الذين شقوا عصا الطاعة { يَصْلَوْنَهَا } أى : يدخلون الجحيم ويقاسون حرها { يَوْمَ الدين } أى : يوم الجزاء والحساب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ} (14)

و { الفُجَّار } : جمع فاجر ، وصيغة فُعَّال تطّرد في تكسير فاعل المذكر الصحيح اللام .

والفاجر : المتصف بالفجور وهو ضد البرور .

والمراد ب { الفجّار } هنا : المشركون ، لأنهم الذين لا يغيبون عن النار طرفة عين وذلك هو الخلود ، ونحن أهل السنة لا نعتقد الخلود في النار لغير الكافر . فأما عصاة المؤمنين فلا يخلدون في النار وإلا لبطلت فائدة الإِيمان .

والنعيم : اسم ما يَنْعم به الإِنسان .

والظرفية من قوله : « في نعيم » مجازية لأن النعيم أمر اعتباري لا يكون ظرفاً حقيقة ، شبه دوام التنعم لهم بإحاطة الظرف بالمظروف بحيث لا يفارقه .

وأما ظرفية قوله : { لفي جحيم } فهي حقيقية .

والجحيم صار علماً بالغلبة على جهنم ، وقد تقدم في سورة التكوير وفي سورة النازعات .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ} (14)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وَإنّ الفُجّارَ" الذين كفروا بربهم "لَفِي جَحِيمٍ"...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وأخبر أيضا (وإن الفجار) وهم الذين خرجوا عن طاعة الله إلى معصيته والمراد به -ههنا- الكفار (لفي جحيم) جزاء على كفرهم ومعاصيهم...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{وإنّ الفجار} أي الذين شأنهم الخروج مما ينبغي الاستقرار فيه من رضا الله إلى سخطه {لفي جحيم} أي نار تتوقد غاية التوقد يصلون بها جحيم العقوبة الفظيعة كما كانوا في الدنيا في جحيم البعد والقطيعة...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وأن ينتهي الفجار إلى الجحيم. والبر هو الذي يأتي أعمال البر حتى تصبح له عادة وصفة ملازمة. وأعمال البر هي كل خير على الإطلاق. والصفة تتناسق في ظلها مع الكرم والإنسانية. كما أن الصفة التي تقابلها: (الفجار) فيها سوء الأدب والتوقح في مقارفة الإثم والمعصية. والجحيم هي كفء للفجور! ثم يزيد حالهم فيها ظهورا...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {الفُجَّار}: جمع فاجر، وصيغة فُعَّال تطّرد في تكسير فاعل المذكر الصحيح اللام. والفاجر: المتصف بالفجور وهو ضد البرور. والمراد ب {الفجّار} هنا: المشركون، لأنهم الذين لا يغيبون عن النار طرفة عين وذلك هو الخلود، ونحن أهل السنة لا نعتقد الخلود في النار لغير الكافر. فأما عصاة المؤمنين فلا يخلدون في النار وإلا لبطلت فائدة الإِيمان. والنعيم: اسم ما يَنْعم به الإِنسان. والظرفية من قوله: « في نعيم» مجازية لأن النعيم أمر اعتباري لا يكون ظرفاً حقيقة، شبه دوام التنعم لهم بإحاطة الظرف بالمظروف بحيث لا يفارقه. وأما ظرفية قوله: {لفي جحيم} فهي حقيقية. والجحيم صار علماً بالغلبة على جهنم...

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

لأنهم التزموا خط الفجور الذي يبغضه الله، سواء في ذلك الفجور في العقيدة المتمثل في الإنكار من غير فكرٍ ولا حجة...

أو الفجور في العمل، المتمثل في التمرد على أوامر الله ونواهيه. وهذا هو الجزاء الذي يتناسب مع هذا العمل الذي يلتقي مع سخط الله على أصحابه، ما يجعلهم بعيدين عن مواقع رحمته، وقريبين إلى مواقع غضبه في ساحة الجحيم،...