التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (121)

وقوله { قالوا آمَنَّا بِرَبِّ العالمين رَبِّ موسى وَهَارُونَ } أى : قال السحرة بعد أن تبين لهم الحق وخروا ساجدين لله ، آمنا بمالك أمر العالمين ومدبر شئونهم ، والمتصرف فيهم ،

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (121)

وقوله تعالى : { وألقي السحرة ساجدين } الآيات ، لما رأى السحرة من عظيم القدرة وما تيقنوا به نبوة موسى آمنوا بقلوبهم وانضاف إلى ذلك الاستهوال والاستعظام والفزع من قدرة الله تعالى فخروا سجداً لله تعالى متطارحين وآمنوا نطقاً بألسنتهم ، وتبينهم الرب بذكر موسى وهارون زوال عن ربوبية فرعون وما كان يتوهم فيه الجهال من أنه رب الناس ، وهارون أخو موسى أسن منه بثلاث سنين .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (121)

جملة : { قالوا } بدل اشتمال من جملة : { ألقي السحرة } لأن الهوي للسجود اشتمل على ذلك القول ، وهم قصدوا من قولهم ذلك الإعلان بإيمانهم بالله لئلا يظن الناس أنهم سجدوا لفرعون ، إذ كانت عادة القبط السجود لفرعون ، ولذلك وصفوا الله بأنه رب العالمين بالعنوان الذي دَعا به موسى عليه السلام ، ولعلهم لم يكونوا يعرفون اسماً علماً لله تعالى ، إذ لم يكن لله اسم عندهم ، وقد عُلم بذلك أنهم كفروا بالإهية فرعون .

وزادوا هذا القصد بياناً بالإبدال من { رب العالمين } قولّهم { رب موسى وهارون } لئلا يُتوهم المبالغة في وصف فرعون بأنه رب جميع العالمين ، وتعين في تعريف البدل طريق تعريف الإضافة لأنها أخصر طريق ، وأوضحه هنا ، لاسيما إذا لم يكونوا يعرفون اسماً علماً على الذات العلية . وهذا ما يقتضيه تعليم الله اسمه لموسى حين كلمه فقال : { إنني أنا الله } في سورة طه ( 14 ) . وفي سفر الخروج : وقال الله لموسى هكذا تقول لبني إسرائيل ( يهوه ) إله آبائكم } الخ الإصحاح الثالث .

وفصلت جملة : { قال فرعون } لوقوعها في طريق المحاورة .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (121)

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

قال بعض أهل التأويل: إنهم لمّا {قالوا آمنا برب العالمين} قال لهم فرعون: إياي تعنون؟ فعند ذلك قالوا: لا، ولكن {رب موسى وهارون}.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وقوله تعالى "قالوا آمنا برب العالمين "حكاية لما قالت السحرة عند تبينهم الحق ووقوعهم للسجود لله تعالى واعترافهم بأنهم آمنوا برب العالمين الذي خلق السموات والارض وما بينهما وخلق موسى وهارون. والقول: كلام يدل على الحكاية، وأصل الصفة ب (رب) التربية وهي: تنشئة الشيء حالا بعد حال حتى يصير إلى حال التمام والكمال، ومنه رب النعمة يربها ربا إذا تممها...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وآمنوا نطقاً بألسنتهم، وتبينهم الرب بذكر موسى وهارون زوال عن ربوبية فرعون وما كان يتوهم فيه الجهال من أنه رب الناس، وهارون أخو موسى...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

... إنه تعالى ذكر أولا أنهم صاروا ساجدين، ثم ذكر بعده أنهم قالوا: {آمنا برب العالمين} فما الفائدة فيه مع أن الإيمان يجب أن يكون متقدما على السجود؟ وجوابه من وجوه:

الأول: أنهم لما ظفروا بالمعرفة سجدوا لله تعالى في الحال، وجعلوا ذلك السجود شكرا لله تعالى على الفوز بالمعرفة والإيمان، وعلامة أيضا على انقلابهم من الكفر إلى الإيمان، وإظهار الخضوع والتذلل لله تعالى، فكأنهم جعلوا ذلك السجود الواحد علامة على هذه الأمور الثلاثة على سبيل الجمع.

الوجه الثاني: لا يبعد أنهم عند الذهاب إلى السجود قالوا: {آمنا برب العالمين} وعلى هذا التقدير فالسؤال زائل والوجه الصحيح هو الأول.

روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي 1270 هـ :

{ءامَنَّا بِرَبّ العالمين} أي مالك أمرهم والمتصرف فيهم.

تيسير التفسير لاطفيش 1332 هـ :

وفى إِلقائهم ساجدين وقولهم هذا عكس لما أَراد فرعون، أَراد أَن يكسر بهم موسى، فكسره موسى عليه السلام بهم، وزادوا ذكر رب موسى وهارون إِزالة لتوهم من يتوهم أَن مرادهم برب العالمين فرعون، إِذ كان لعنه الله يقول: أَنا ربكم الأَعلى، ولو لم يذكروا هارون لأَوهم اللفظ إِرادة فرعون، إِذ كان موسى متربيا في حجر فرعون، فربما توهم متوهم أَنهم أَرادوا أَن فرعون رب لموسى وسائر العالمين...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

ومن هنا تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق، الذي يجدون برهانه في أنفسهم عن يقين..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

جملة: {قالوا} بدل اشتمال من جملة: {ألقي السحرة} لأن الهوي للسجود اشتمل على ذلك القول، وهم قصدوا من قولهم ذلك الإعلان بإيمانهم بالله لئلا يظن الناس أنهم سجدوا لفرعون، إذ كانت عادة القبط السجود لفرعون، ولذلك وصفوا الله بأنه رب العالمين بالعنوان الذي دَعا به موسى عليه السلام، ولعلهم لم يكونوا يعرفون اسماً علماً لله تعالى، إذ لم يكن لله اسم عندهم، وقد عُلم بذلك أنهم كفروا بإلاهية فرعون.

زهرة التفاسير - محمد أبو زهرة 1394 هـ :

ولكنهم إذا كانوا قد خسروا المعركة، فقد ظفروا بما هو أعظم وهو الإيمان، إذ علموا أنها معجزة حقا وصدقا، وإن موسى وهارون صادقان بالبرهان والدليل ولكنهم إذا كانوا قد خسروا المعركة، فقد ظفروا بما هو أعظم وهو الإيمان، إذ علموا أنها معجزة حقا وصدقا، وإن موسى وهارون صادقان بالبرهان والدليل، ولذا قال الله تعالى: {وألقي السحرة ساجدين}، أي ألقوا بأنفسهم خارّين سجودا لله رب العالمين {رب موسى وهارون}، أي رب العالمين العاقلين، وذكر موسى وهارون على أنه ربهما لا للاختصاص به، بل لأنهما دعوا إليه.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وبذكر هذه الجملة بينوا بصراحة الحقيقة التالية وهي: أنّنا آمنا بربّ هو غير الربّ المختلق، المصطنع، إنّه الربّ الحقيقي. بل لم يكتفوا بلفظة «ربّ العالمين» أيضاً، لأنّ فرعون كان يدعي أنّه ربّ العالمين، لهذا أضافوا: «ربّ موسى وهارون» حتى يقطعوا الطريق على كل استغلال. على أنّ هذا الموضوع الذي غيّر أناساً بمثل هذه الصورة، يجب أن لا يكون موضوع استغراب وتعجب، لأنّ نور الإيمان والتوحيد موجود في جميع القلوب، ويمكن أن تخفيه بعض الموانع والحجب الاجتماعية مدّة طويلة أو قصيرة، ولكن عندما تهب بعض العواصف بين حين وآخر تنزاح تلك الحجب، ويتجلّى ذلك النور ويأخذ بالأبصار.