روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وذكر } آدم على فعل التذكير والموعظة ولا تدع ذلك فالأمر بالتذكير للدوام عليه والفعل منزل منزلة اللازم ، وجوز أن يكون المفعول محذوفا أي فذكرهم وحذف لظهور الأمر .

{ فإن الذكرى تنفع المؤمنين } أي الذين قدر الله تعالى إيمانهم ، أو المؤمنين بالفعل فإنها تزيدهم بصيرة وقوة اليقين ، وفي البحر يدل ظاهر الآية على الموادعة وهي منسوخة بآية السيف ، وأخرج أبو داود في ناسخه ، وابن المنذر عن ابن عباس في قوله تعالى : { فتول عنهم } الخ ، قال : أمره الله تعالى أن يتولى عنهم ليعذبهم وعذر محمداً صلى الله عليه وسلم ثم قال سبحانه : { وَذَكر } الخ فنسختها .

وأخرج ابن جرير . وابن أبي حاتم . والبيهقي في الشعب . والضياء في المختارة . وجماعة من طريق مجاهد عن علي كرم الله تعالى وجهه قال : لما نزلت { فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنتَ بِمَلُومٍ } [ الذاريات : 54 ] لم يبق منا أحد إلا أيقن بالهلكة إذ أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنا فنزلت { وَذَكّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين } فطابت أنفسنا ، وعن قتادة أنهم ظنوا أن الوحي قد انقطع وأن العذاب قد حضر فأنزل الله تعالى { وَذَكَرَ } الخ .

 
التفسير الميسر لمجموعة من العلماء - التفسير الميسر [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ( 55 ) }

ومع إعراضك –يا محمد- عنهم ، وعدم الالتفات إلى تخذيلهم ، داوم على الدعوة إلى الله ، وعلى وعظ من أُرسلتَ إليهم ؛ فإن التذكير والموعظة ينتفع بهما أهل القلوب المؤمنة ، وفيهما إقامة الحجة على المعرضين .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

قوله : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } يأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يعظ الناس بالموعظة الحسنة أو يعظهم بالقرآن فإنه خير ذكرى لأولي الأبصار من ذوي الطبائع السليمة والفطر السوية المستقيمة . وهو قوله : { فإن الذكرى تنفع المؤمنين } ذلك أن المؤمنين أجدر الناس بالانتفاع بالتذكير . فما ينبغي بعد ذلك للذين يدعون إلى منهج الله أن يكلوا أو يستيئسوا من دعاء الخير وإنما يجدر بهم أن لا يضنوا بدعوة الناس إلى دين الله بالموعظة الحسنة والأسلوب المحبب الحاني ، والمنطق الحكيم السليم . ولسوف يستجيب لذلك ، أولئك الطيبون الأسوياء من عباد الله .