السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

قال المفسرون : لما نزلت هذه الآية «حزن النبيّ صلى الله عليه وسلم واشتدّ ذلك على أصحابه وظنوا أن الوحي قد انقطع وإن العذاب قد حضر إذ أمر النبيّ صلى الله عليه وسلم أن يتولى عنهم » فأنزل الله تعالى : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } . { وذكر } أي : ولا تدع التذكير والموعظة { فإن الذكرى تنفع المؤمنين } فطابت أنفسهم ، والمعنى : ليس التولي مطلقاً بل تولّ وأقبل وأعرض وادع فلا التولي يضرّك إذا كان عليهم ولا التذكير يضيع إذا كان مع المؤمنين ، وقال مقاتل : معناه عظ بالقرآن كفار مكة فإنّ الذكرى تنفع من علم الله تعالى أنه مؤمن منهم ، وقال الكلبي : عظ بالقرآن من آمن من قومك فإنّ الذكرى تنفعهم .