معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ} (82)

قوله تعالى : { قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون } لمحشورون ، قالوا ذلك على طريق الإنكار في التعجب .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{قَالُوٓاْ أَءِذَا مِتۡنَا وَكُنَّا تُرَابٗا وَعِظَٰمًا أَءِنَّا لَمَبۡعُوثُونَ} (82)

جملة { قالوا أإذا متنا } إلخ بدل مطابق من جملة { قالوا مثل ما قال الأولون } تفصيل لإجمال المماثلة ، فالضمير الذي مع { قالوا } الثاني عائد إلى ما عاد إليه ضمير { قالوا } الأول وليس عائداً على { الأولون } . ويجوز جعل { قالوا } الثاني استئنافاً بيانياً لبيان { ما قال الأولون } ويكون الضمير عائداً إلى { الأولون } والمعنى واحد على التقديرين . وعلى كلا الوجهين فإعادة فعل ( قالوا ) من قبيل إعادة الذي عمل في المبدل منه . ونكتته هنا التعجيب من هذا القول .

وقرأ الجمهور { أإذا متنا } بهمزتين على أنه استفهام عن الشرط . وقرأه ابن عامر بهمزة واحدة على صورة الخبر والاستفهام مقدر في جملة { إنا لمبعوثون } .

وقرأ الجمهور { أإنّا لمبعوثون } بهمزتين على تأكيد همزة الاستفهام الأولى بإدخال مثلها على جواب الشرط . وقرأه نافع وأبو جعفر بدون همزة استفهام ووجود همزة الاستفهام داخلة على الشرط كاف في إفادة الاستفهام عن جوابه .

والاستفهام إنكاري ، و { إذا } ظرف لقوله { مبعوثون } .

والجمع بين ذكر الموت والكون تراباً وعظاماً لقصد تقوية الإنكار بتفظيع إخبار القرآن بوقوع البعث ، أي الإحياء بعد ذلك التلاشي القوي .

وأما ذكر حرف ( إن ) في قولهم { أإنا لمبعوثون } فالمقصود منه حكاية دعوى البعث بأن الرسول الذي يدعيها بتحقيق وتوكيد مع كونها شديدة الاستحالة ، ففي حكاية توكيد مدعيها زيادة في تفظيع الدعوى في وهمهم .