معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (107)

قوله تعالى : { إني لكم رسول أمين } على الوحي .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (107)

و { أمين } معناه على وحي الله ورسالته ، وقرأ ابن كثير وعاصم{[8955]} «أجري » ساكنة الياء ، وقرأ نافع وأبو جعفر وشيبة بفتح الياء في كل القرآن .


[8955]:لعل هذه القراءة عن عاصم برواية أبي بكر، وإلا فإن قراءة عاصم برواية حفص هي [أجري] بفتح الياء، كما هي ثابتة في المصحف.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِنِّي لَكُمۡ رَسُولٌ أَمِينٞ} (107)

جملة : { إني لكم رسول أمين } تعليل للإنكار أو للتحضيض ، أي كيف تستمرون على الشرك وقد نهيتكم عنه وأنا رسول لكم أمينٌ عندكم .

وكان نوح موسوماً بالأمانة لا يتهم في قومه كما كان محمد صلى الله عليه وسلم يلقب الأمين في قريش . قال النابغة :

كذلك كانَ نوحٌ لا يخون

وتأكيده بحرف التأكيد مع عدم سبق إنكارهم أمانته لأنه توقَّع حدوث الإنكار فاستدل عليهم بتجربة أمانته قبل تبليغ الرسالة ، فإن الأمانة دليل على صدقه فيما بلَّغهم من رسالة الله ، كما قال هرقل لأبي سفيان وقد سأله : هل جربتم عليه ( يعني النبي صلى الله عليه وسلم كَذِباً ، فقال أبو سفيان : لاَ ونَحْن منه في مدة لا ندري ما فعل فيها . فقال له هرقل بعد ذلك : فقد عَلِمتُ أنه ما كان ليترك الكذب على الناس ويكذب على الله . ففي حكاية استدلال نوح بأمانته بين قومه في هذه القصة المسوقة مثلاً للمشركين في تكذيبهم محمداً صلى الله عليه وسلم تعريض بهم إذ كذبوه بعد أن كانوا يدْعونه الأمين ، ويحتمل أن يراد به أمين من جانب الله على الأمة التي أرسل إليها . والتأكيد أيضاً لتوقع الإنكار منهم .