معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (155)

قوله تعالى : { أفلا تذكرون } : أفلا تتعظون .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (155)

{ أفلا تذكرون } : الكلام جار على التوبيخ من جهتين : إحداهما أن يكون تبيينا وتفسير لما قالوه من الكذب ويكون { ما لكم كيف تحكمون } منقطعا مما قبله . والجهة الثانية أنه قد حكى النحويون - منهم الفراء - أن التوبيخ يكون باستفهام وبغير استفهام كما قال جل وعز : { أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا } [ الأحقاف : 20 ] . وقيل : هو على إضمار القول ؛ أي ويقولون { أصطفى البنات } ، أو يكون بدلا من قوله : { ولد الله } لأن ولادة البنات واتخاذهن اصطفاه لهن ، فأبدل مثال الماضي مثال الماضي فلا يوقف على هذا على { لكاذبون " { أفلا تذكرون } في أنه لا يجوز أن يكون له ولد .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (155)

ولما كان هذا شديد المنافاة للعقول ، عظيم البعد عن الطباع ، حسن جداً قوله أيضاً مبكتاً : { أفلا تذكرون } أي أدنى تذكر بما أشارت إليه قراءة من خفف بما جمعت من التخفيف والحذف ، فإن الأمر في غاية الظهور لما في عقولكم وطباعكم من أنكم لا ترضون لأنفسكم أخس المنازل ، فكيف يختاره لنفسه ربكم الذي بيده كل شيء ؟ وإنه لا يكون الولد مطلقاً إلا ممن له جنس ، فيكون محتاجاً إلى جنسه ، والمحتاج لا يكون إلهاً بوجه ، وأشارت قراءة الجماعة بالتشديد والإدغام إلى أن الأمر يحتاج إلى مزيد تذكر بما أشار إليه التشديد مع دقة بما أشار إليه الإدغام لأجل حل شبهة من يرى أفعال من يحيي الموءودة فيظن أن ذلك رغبة منهم في الإناث ، وليس ذلك إلا رغبة في دفع فساد القتل ورحمة للضعيف ، ولم يقرأ بالفك إشارة إلى أن الأمر غني عن الدرجة العليا في التأمل .