معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

قوله تعالى : { قالوا } أي : قال الغاوون للشياطين والمعبودين ، { وهم فيها يختصمون } مع المعبودين ويجادل بعضهم بعضاً . { تالله إن كنا لفي ضلال مبين* }

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

{ قَالُوا } أي جنود إبليس الغاوون لأصنامهم وأوثانهم التي عبدوها

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

ثم وصف تعالى أن أهل النار { يختصمون } فيها ويتلاومون ويأخذون في شأنهم بجدال ، ومن جملة قولهم لأصنامهم على جهة الإقرار .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{قَالُواْ وَهُمۡ فِيهَا يَخۡتَصِمُونَ} (96)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{قالوا وهم فيها يختصمون} في النار.

يقول تعالى ذكره: قال هؤلاء الغاوون والأنداد التي كانوا يعبدونها من دون الله وجنود إبليس، وهم في الجحيم يختصمون:"تاللّهِ إنْ كُنّا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" يقول: تالله لقد كنا في ذهاب عن الحقّ، إن كنا لفي ضلال مبين، يبين ذهابنا ذلك عنه عن نفسه، لمن تأمله وتدبره، أنه ضلال وباطل.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

ذكر أنهم يختصمون في النار، ولم يذكر فيم تكون خصومتهم؟ وجائز أن تكون ما ذكر في آية أخرى: {يقول الذين استضعفوا للذين استكبروا لولا أنتم لكنا مؤمنين} [سبإ: 31] إلى آخر ما ذكر، وقوله: {قالوا ربنا من قدم لنا هذا فزده عذابا ضعفا في النار} [ص: 61] وقوله: {ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا} الآية [الأعراف: 38] وأمثاله كثير في القرآن من المجادلات التي تجري في ما بين الأتباع والمتبوعين. وقال بعضهم: اختصامهم ما ذكر على إثره: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين} {إذ نسويكم برب العالمين} [الشعراء: 97 و98] هذه مخاصمتهم.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

يقول الله تعالى مخبرا عن هؤلاء الكفار أنهم إذا حصلوا في الجحيم "يختصمون"، والاختصام: منازعة كل واحد منهم صاحبه بما فيه إنكار عليه وإغلاظ له.

تفسير القرآن للسمعاني 489 هـ :

قوله تعالى: (قالوا وهم فيها يختصمون) أي: يجادل بعضهم بعضا.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

يجوز أن ينطق الله الأصنام حتى يصح التقاول والتخاصم. ويجوز أن يجري ذلك بين العصاة والشياطين.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما علم بهذا أنهم لم يتمكنوا من قول في جواب استفهامهم توبيخاً، وكان من المعلوم أن الإنسان مطبوع على أن يقول في كل شيء ينوبه ما يثيره له إدراكه مما يرى أنه يبرد من غلته، وينفع من علته، تشوف السامع إلى معرفة قولهم بعد الكبكبة، فأشير إلى ذلك بقوله: {قالوا} أي العبدة {وهم فيها} أي الجحيم {يختصمون} أي مع المعبودات.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

يجوز أن يكون هذا من حكاية كلام إبراهيم عليه السلام أطنب به الموعظة لتصوير هول ذلك اليوم فتكون الجملة حالاً، أو تكون مستأنفة استئنافاً بيانياً كما سيأتي.

ويجوز أن يكون حكاية كلام إبراهيم انتهت عند قوله: {وجنود إبليس أجمعون} [الشعراء: 95] أو عند قوله تعالى: {يوم يبعثون} [الشعراء: 87] على ما استظهر ابن عطية. ويكون هذا الكلام موعظة من الله للسامعين من المشركين وتعليماً منه للمؤمنين فتكون الجملة استئنافاً معترضاً بين ذكر القصة والتي بعدها وهو استئناف بياني ناشىء عن قوله: {فكبكبوا فيها} [الشعراء: 94] لأن السامع بحيث يسأل عن فائدة إيقاع الأصنام في النار مع أنها لا تفقه ولا تُحِسّ فبيّن له ذلك، فحكاية مخاصمة عبدتها بينهم لأن رؤيتهم أصنامهم هو مثار الخصومة بينهم إذ رأى الأتباعُ كذب مضلّليهم معاينة ولا يجد المضلّلون تنصّلاً ولا تقصّياً، فإن مذلة الأصنام وحضورها معهم وهم في ذلك العذاب أقوى شاهد على أنها لا تملك شيئاً لهم ولا لأنفسها..