ثم أمر الله - تعالى - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بالسير فى طريق الحق بدون مبالاة بتهديد أعدائه فقال : { وَقُل لِّلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ اعملوا على مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ . وانتظروا إِنَّا مُنتَظِرُونَ } والأمر فى هذه الآية الكريمة للتهديد .
ومكانتكم : مصدر مكن - بزنة كرم - مكانة ، إذا تمكن من الأمر أبلغ التمكن .
أى : و قل - أيها الرسول الكريم - لهؤلاء المشركين الذين يضعون العقبات فى طريق دعوتك ، قل لهم اعملوا ما تستطيعون عمله من الكيد لى ولدعوتى ، فإنى وأصحابى مستمرون على السير فى طريق الحق الذى هدانا الله إليه ، بدون التفات إلى كيدكم وقل لهم - أيضا - : انتظروا ما يأتى به الله من عقاب ، فإنا منتظرون معكم ذلك .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{وانتظروا} العذاب {إنا منتظرون}...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 121]
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وقل}، يا محمد، للذين لا يصدّقونك ولا يقرّون بوحدانية الله: {اعْمَلُوا على مَكَانَتِكُمْ}، يقول: على هِينتكم وتمكنكم ما أنتم عاملوه، فإنا عاملون ما نحن عاملوه من الأعمال التي أمرنا الله بها، وانتظروا ما وعدكم الشيطان، فإنا منتظرون ما وعدنا الله من حربكم ونصرتنا عليكم.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
(وانتظروا) أنتم بنا (إنا منتظرون) بكم ذلك. أو يقول هذا لما كانوا يوعدونه، ويخوفونه، من أنواع الوعيد، فيقول: (وانتظروا) بنا ذلك ما تخوفون بنا (إنا منتظرون) بكم ما نخوفكم نحن،...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
ومتعلق الانتظار يحتمل أمرين: احدهما -انتظروا ما يعدكم الشيطان من الغرور، فإنا منتظرون ما يعدنا ربنا من النصر والعلو.
الثاني- انتظروا ما يعدكم ربكم على الكفر من العذاب، فإنا منتظرون ما يعدنا على الإيمان من الثواب...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{وانتظروا} أي ما أنتم منتظرون له من قهرنا {إنا منتظرون} أي ما وعدنا الله في أمركم، فإن الله مهلكهم ومنجيك لأنه عالم بغيب حالك وحالهم وقادر عليكم؛ والانتظار: طلب الإدراك لما يأتي من الأمر الذي يقدر النظر إليه؛ والتوقع: طلب ما يقدر أنه يقع، وهما يكونان في الخير والشر ومع العلم والشك، والترجي لا يكون إلا مع الخير والشك.
تفسير المنار لرشيد رضا 1354 هـ :
{وانتظروا} بنا ما تتمنون لنا من انتهاء أمرنا بالموت أو غيره مما تتحدثون به، ومنه ما حكاه تعالى عنهم في قوله {أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون} [الطور: 30]، وما في معناه. {إنا منتظرون} ما وعدنا ربنا من النصر وظهر هذا الدين كله ولو كره الكافرون، وإتمام نوره ولو كره المشركون، وعقاب المعاندين منهم في الدنيا بعذاب من عنده أو بأيدي المؤمنين...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.