معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَحَشَرَ فَنَادَىٰ} (23)

{ فحشر } فجمع قومه وجنوده ، { فنادى } لما اجتمعوا .

   
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَحَشَرَ فَنَادَىٰ} (23)

ثم بين - سبحانه - ما فعله بعد ذلك فقال : { فَحَشَرَ فنادى . فَقَالَ أَنَاْ رَبُّكُمُ الأعلى } .

والحشر : جمع الناس ، والنداء : الجهر بالصوت لإِسماع الغير ، ومفعولاهما محذوفان .

أى : فجمع فرعون الناس عن طريق جنده ، وناداهم بأعلى صوته ، قائلا لهم : أنا ربكم الأعلى الذى لا رب أعلى منه ، وليس الأمر كما يقول موسى من أن لكم إلها سواى .

والتعبير بالفاء فى قوله : { فنادى } للإِشعار بأنه بمجرد أن جمعهم دعاهم إلى الاعتراف بأنه هو رب الأرباب .

   
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَحَشَرَ فَنَادَىٰ} (23)

{ فَحَشَرَ فَنَادَى } أي : في قومه ، { فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأعْلَى }

قال ابن عباس ومجاهد : وهذه الكلمة قالها فرعون بعد قوله : { مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي } [ القصص : 38 ] بأربعين سنة .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَحَشَرَ فَنَادَىٰ} (23)

وقوله : فَحَشَر فَنادَى يقول : فجمع قومه وأتباعه . فنادى فيهم فَقالَ لهم : أنا رَبّكُمُ الأعْلَى الذي كلّ ربّ دوني ، وكذَبَ الأحمقُ . وبمثل الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : فَحَشَر فَنادَى قال : صرخ وحشر قومه ، فنادى فيهم ، فلما اجتمعوا قال : أنا ربكم الأعلى ، فأخذه الله نَكالَ الاَخرةِ والأولى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَحَشَرَ فَنَادَىٰ} (23)

وقوله { فحشر } معناه : جمع أهل مملكته ثم ناداهم بقوله : { أنا ربكم الأعلى } وروي عن ابن عباس أنه قال : المعنى : فنادى فحشر .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَحَشَرَ فَنَادَىٰ} (23)

والعمل الذي يسعى إليه يبينه قوله تعالى : { فحشر فنادى فقال أنا ربكم الأعلى } فثلاثتها مرتبة على { يسعى } .

فجملة { فحشر } عطف على جملة { يسعى } لأن فرعون بذل حرصه ليقنع رعيته بأنه الربُّ الأعلى خشية شيوع دعوة موسى لعبادة الرب الحق .

ويجوز أن يكون { أدبر } على حقيقته ، أي ترك ذلك المجمع بأن قام معرضاً إعلاناً بغضبه على موسى ويكون { يسعى } مستعملاً في حقيقته أيضاً ، أي قام يشتدّ في مشيه وهي مشية الغاضب المعرض .

والحشر : جمع الناس ، وهذا الحشر هو المبيّن في قوله تعالى : { قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم } [ الشعراء : 36 ، 37 ] .

وحذف مفعول ( حشر ) لظهوره لأن الذين يحشرون هم أهل مدينته من كل صنف .

وعطف { فنادى } بالفاء لإِفادة أنه أعلن هذا القول لهم بفور حضورهم لفرط حرصه على إبلاغ ذلك إليهم .

والنداء : حقيقته جهر الصوت بدعوة أحد ليحضر ولذلك كانت حروف النداء نائبة مناب ( أدعو ) فنصبَت الاسم الواقع بعدها . ويطلق النداء على رفع الصوت دون طلب حضور مجازاً مرسلاً بعلاقة اللزوم كقول الحريري في « المقامة الثلاثين » « فحِين جلس كأنه ابنُ ماءِ السماء ، نادَى مُنادٍ من قِبَل الأحماء » الخ .

وحذف مفعول ( نادى ) كما حذف مفعول ( حشر ) .

وإسناد الحشر والنداء إلى فرعون مجاز عقلي لأنه لا يباشر بنفسه حشر الناس ولا نداءهم ولكن يأمر أتباعه وجنده ، وإنما أسند إليه لأنه الذي أمر به كقولهم : بنَى المنصور بغداد .