و «اللعنة » الإبعاد . و : { يوم الدين } يوم القيامة . و { الدين } : الجزاء ، وإنما حد له اللعنة ب { يوم الدين } ، ولعنته إنما هي مخلدة ليحصر له أمد التوبة ، لأن امتناع توبته بعد يوم القيامة ، إذ ليست الآخرة دار عمل ، ثم إن إبليس سأل النظرة وتأخير الأجل إلى يوم بعث الأجساد من القبور ، فأعطاه الله تعالى الإبقاء { إلى يوم الوقت المعلوم } .
واختلف الناس في تأويل ذلك ، فقال الجمهور : أسعفه الله في طلبته وأخره إلى يوم القيامة ، فهو الآن حي مغو مضل ، وهذا هو الأصح من القولين . وقالت فرقة : لم يسعف بطلبته ، وإنما أسعف إلى الوقت الذي سبق من الله تعالى أن يموت إبليس فيه . وقال بعض هذه الفرقة : مات إبليس يوم بدر .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
إلى أجل موقوت وهو النفخة الأولى.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 80]
يقول تعالى ذكره: قال الله لإبليس: فإنك ممن أنظرته إلى يوم الوقت المعلوم، وذلك الوقت الذي جعله الله أجلاً لهلاكه.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
هو يوم اختلف فيه: قال بعضهم: الوقت المعلوم هو يوم البعث إلى ذلك أنظره على ما سبق منه السؤال على النظرة إلى يوم البعث حين قال: {إلى يوم يبعثون}.. وقال بعضهم: لم يبين له ذلك الوقت، ولذلك ذكر منه الخوف، وهو ما قال عز وجل: {نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ} [الأنفال: 48] و {قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين} [الحشر: 16]، ولو كان بين له الوقت المعلوم، لكان لا يخاف دون ذلك الخوف، ولكنه يأمن؛ فدل خوفه أنه لم يبين له ذلك وهو معلوم عند الله.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
اليوم الذي قدر الله فيه إماتتك، فعلى هذا لا يلزم أن يكون إبليس مغرى بالقبائح لعلمه بأنه يبقى؛ لأنه لا وقت إلا وهو يجوز أن يخترم فيه، ولا يقدر على التوبة فالزجر حاصل له.
ومن قال إنه اجابه إلى يوم القيامة يقول: كما أعلمه أنه يبقيه إلى يوم يبعثون، اعلمه أيضا أنه من أهل النار لا محالة، وأنه لا يتوب...
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
المعلوم: معلوم عند الله معين، لا يستقدم ولا يستأخر...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما دبج في عبارته بما يقتضي السؤال في أن لا يموت، فإن يوم البعث ظرف لفيض الحياة لا لغيضها ولبسطها لا لقبضها، منعه ذلك بقوله: {إلى يوم الوقت} ولما كان تدبيجه في السؤال قد أفهم تجاهله بما هو أعلم الخلق به من تحتم الموت لكل من لم يكن في دار الخلد الذي أبلغ الله تعالى في الإعلام به، قال: {المعلوم} وهو الصعقة الأولى وما يتبعها...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.