وقوله : وأمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى يقول تعالى ذكره : وأما من بخل بالنفقة في سبيل الله ، ومنع ما وهب الله له من فضله ، من صرفه في الوجوه التي أمر الله بصرفه فيها ، واستغنى عن ربه ، فلم يرغب إليه بالعمل له بطاعته ، بالزيادة فيما خوّله من ذلك . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :
حدثنا حميد بن مَسْعدة ، قال : حدثنا بشر بن المفضل ، قال : حدثنا داود ، عن عكرِمة ، عن ابن عباس ، في قوله : وَأمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى قال : بخل بما عنده ، واستغنى في نفسه .
حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا خالد بن عبد الله ، عن داود بن أبي هند ، عن عكرِمة عن ابن عباس وَأمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وأما من بخل بالفضل ، واستغنى عن ربه .
حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس وَأمّا مَنْ بَخِلَ واسْتَغْنَى يقول : من أغناه الله ، فبخل بالزكاة .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله وأمّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى : وأما من بخل بحقّ الله عليه ، واستغنى في نفسه عن ربه .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ وأما من بخل واستغنى } عن الله تعالى في نفسه...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وأما من بخل بالنفقة في سبيل الله ، ومنع ما وهب الله له من فضله ، من صرفه في الوجوه التي أمر الله بصرفه فيها ، واستغنى عن ربه ، فلم يرغب إليه بالعمل له بطاعته ، بالزيادة فيما خوّله من ذلك . ...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
يعني به من منع حق الله الذي أوجب عليه من الزكاة والحقوق الواجبة في ماله ، واستغنى بذلك وكثر ماله . ...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
ولا بد من جعل بخل في المال خاصة جعل استغنى في المال أيضاً لتعظم المذمة ، ومن جعل البخل عاماً في جميع ما ينبغي أن يبذل من قول وفعل قال استغنى عن الله ورحمته بزعمه . ...
أحكام القرآن لابن العربي 543 هـ :
{ وَاسْتَغْنَى } : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : اسْتَغْنَى عَن اللَّهِ ، وَهُوَ كُفْرٌ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَن الْعَالَمِينَ ، وَهُمْ فُقَرَاءُ إلَيْهِ ، وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ . وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ اسْتَغْنَى بِالدُّنْيَا عَن الْآخِرَةِ ، فَرَكَنَ إلَى الْمَحْسُوسِ ، وَآمَنَ بِهِ ، وَضَلَّ عَن الْمَعْقُولِ ، وَكَذَّبَ بِهِ ...
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي 741 هـ :
أي : بخل بماله ، أو بطاعة الله على الإطلاق ، فيحتمل الوجهين لأنه في مقابلة أعطى ، كما أن { استغنى } في مقابلة { اتقى } وكذلك { كذب بالحسنى } في مقابلة { صدق بالحسنى } وللعسرى في مقابلة نيسره لليسرى ، ...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{ وأما من بخل } أي أوجد هذه الحقيقة الخبيثة فمنع ما أمر به وندب إليه { واستغنى } أي طلب الغنى عن الناس وعما وعد به من الثواب وأوجده بما زعمت له نفسه الخائبة وظنونه الكاذبة . فلم يحسن إلى الناس ولا عمل للعقبى ...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
{ وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ } بما أمر به ، فترك الإنفاق الواجب والمستحب ، ولم تسمح نفسه بأداء ما وجب لله ، { وَاسْتَغْنَى } عن الله ، فترك عبوديته جانبًا ، ولم ير نفسه مفتقرة غاية الافتقار إلى ربها ، الذي لا نجاة لها ولا فوز ولا فلاح ، إلا بأن يكون هو محبوبها ومعبودها ، الذي تقصده وتتوجه إليه . ...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
هذان هما الوصفان اللذان يلتقي فيهما شتات النفوس ، وشتات السعي ، وشتات المناهج ، وشتات الغايات . ولكل منهما في هذه الحياة طريق . . ولكل منهما في طريقه توفيق ! والذي يبخل بنفسه وماله ، ويستغني عن ربه وهداه ، ويكذب بدعوته ودينه . . يبلغ أقصى ما يبلغه إنسان بنفسه من تعريضها للفساد . ...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
كلمة «استغنى » أيّ طلب الغنى ، قد تكون إشارة إلى ذريعتهم لبخلهم ، ووسيلتهم لاكتناز المال ، أو قد تكون إشارة إلى ظنهم بأنّهم مستغنون عن ثواب الآخرة ، عكس الطائفة الاُولى المنشدة إلى مثوبة اللّه ، أو قد تكون بمعنى الإحساس بالاستغناء عن طاعة اللّه وبالتالي التخبط المستمر في الآثام . من بين هذه التفاسير الثلاثة يبدو التّفسير الأوّل أنسب ، وإن أمكن أيضاً الجمع بين الثلاثة . ...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.