البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَأَمَّا مَنۢ بَخِلَ وَٱسۡتَغۡنَىٰ} (8)

وقابل أعطى ببخل ، واتقى باستغنى ، لأنه زهد فيما عند الله بقوله : { واستغنى } ، { للعسرى } ، وهي الحالة السيئة في الدنيا والآخرة .

وقال الزمخشري : فسنخذله ونمنعه الألطاف حتى تكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشد كقوله : { يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء }

إذ سمى طريقة الخير باليسرى لأن عاقبتها اليسر ، وطريقة الشر العسرى لأن عاقبتها العسر ، أو أراد بهما طريقي الجنة والنار ، أي فسنهديهما في الآخرة للطريقين .

انتهى ، وفي أول كلامه دسيسة الاعتزال .