جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (141)

القول في تأويل قوله تعالى : { كَذّبَتْ ثَمُودُ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ صَالِحٌ أَلا تَتّقُونَ * إِنّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ * فَاتّقُواْ اللّهَ وَأَطِيعُونِ * وَمَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاّ عَلَىَ رَبّ الْعَالَمِينَ } .

يقول تعالى ذكره : كذّبت ثمود رسل الله ، إذ دعاهم صالح أخوهم إلى الله ، فقال لهم : ألا تتقون عقاب الله يا قوم على معصيتكم إياه ، وخلافكم أمره ، بطاعتكم أمر المفسدين في أرض الله ، إنّي لَكُمْ رَسُولٌ من الله أرسلني إليكم بتحذيركم عقوبته على خلافكم أمره أمِينٌ على رسالته التي أرسلها معي إليكم فَاتّقُوا اللّهَ أيها القوم ، واحذروا عقابه وأطِيعُونِ في تحذيري إياكم ، وأمر ربكم باتباع طاعته ، وَما أسألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ يقول : وما أسألكم على نصحي إياكم ، وإنذاركم من جزاء ولا ثواب إنْ أجْرِيَ إلاّ عَلى رَبّ العالَمِينَ يقول : إن جزائي وثوابي إلاّ على ربّ جميع ما في السموات ، وما في الأرض ، وما بينهما من خلق .

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (141)

{ ثمود } قبيلة عربية وتصرف على مقصد الحي أو القبيلة ، وقرأ بالوجهين ، الجمهور بغير صرف وابن وثاب وغيره بالصرف .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{كَذَّبَتۡ ثَمُودُ ٱلۡمُرۡسَلِينَ} (141)

موقع هذه الجملة استئناف تَعداد وتكرير كما تقدم في قوله : { كذبت عاد المرسلين } [ الشعراء : 123 ] . d والكلام على هذه الآيات مثلُ الكلام على نظيرها في قصة قوم نوح ، وثمود قد كذّبوا المرسلين لأنهم كذبوا صالحاً وكذبوا هوداً لأن صالحاً وعظهم بعاد في قوله : { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد عاد } في سورة الأعراف ( 74 ) وبتكذيبهم كذبوا بنوح أيضاً ، لأن هوداً ذَكَّر قومه بمصير قوم نوح في آية { واذكروا إذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح } [ الأعراف : 69 ] .

وتقدم ذكر ثمود وصالح عند قوله تعالى : { وإلى ثمود أخاهم صالحاً } في سورة الأعراف ( 73 ) ، وكان صالح معروفاً بالأمانة لأنه لا يرسل رسول إلا وهو معروف بالفضائل { الله أعلم حيث يجعل رسالاته } [ الأنعام : 124 ] وقد دل على هذا المعنى قولهم { إنما أنت من المسحَّرين } [ الشعراء : 153 ] المقتضي تغيير حاله عما كان عليه وهو ما حكاه الله عن قومه { قالوا يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا } في سورة هود ( 62 ) . وحذف ياء المتكلم من { أطيعون } هو مثل نظائره المتقدمة آنفاً .