التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (111)

{ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخرين . سَلاَمٌ على إِبْرَاهِيمَ . كَذَلِكَ نَجْزِي المحسنين . إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المؤمنين }

أى : ومن مظاهر فضلنا وإحساننا وتكريمنا لنبينا إبراهيم - أننا أبقينا ذكره الحسن فى الأمم التى ستأتى من بعده ، وجعلنا التحية والسلام منا ومن المؤمنين عليه إلى يوم الدين ، ومثل هذا الجزاء نجزى المحسنين - أنه - عليه السلام - من عبادنا الصادقين فى إيمانهم .

   
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (111)

{ إنه من عبادنا المؤمنين111 وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين112 }

مقضيا نبوته مقدرا كونه من الصالحين وبهذا الاعتبار وقعا حالين ولا حاجة إلى وجود المبشر به وقت البشارة ، فإن وجود ذي الحال غير شرط بل الشرط مقارنة تعلق الفعل به لاعتبار المعنى بالحال ، فلا حاجة إلى تقدير مضاف يجعل عاملا فيهما مثلا { بشرناه } بوجود إسحاق أي بأن يوجد إسحق نبيا من الصالحين ، ومع ذلك لا يصير نظير قوله : { فادخلوا خالدين } فإن الداخلين مقدرون خلودهم وقت الدخول وإسحاق لم يكن مقدرا نبوة نفسه وصلاحها حينما يوجد ، ومن فسر الذبيح بإسحق جعل المقصود من البشارة نبوته ، وفي ذكر الصلاح بعد النبوة تعظيم لشأنه وإيماء بأنه الغاية لها لتضمنها معنى الكمال والتكميل بالفعل على الإطلاق .

     
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّهُۥ مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (111)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

يعني المصدقين بالتوحيد.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إنّهُ مِنْ عِبادِنا المُؤْمِنينَ" يقول: إن إبراهيم من عبادنا المخلِصين لنا الإيمان.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

إنما قال "إنه من عبادنا المؤمنين "مع أنه أفضل المؤمنين؛ ترغيبا في الإيمان بأن مدح مثله في جلالته بأنه من المؤمنين.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

لما كانت أهل الملل كلها متفقة على حبه، وكان كلهم يدعي اتباعه ورتبة قربه، قال معللاً لجزائه بهذا المدح في سياق التأكيد، استعطافاً لهم إلى اتباعه في الإيمان، وتكذيباً لمن ينكر أن يكون الإيمان موجباً للإحسان: {إنه من عبادنا} أي الذين يستحقون الإضافة في العبودية والعبادة إلينا.

{المؤمنين} فلا يطمع أحد عري عن الإيمان في رتبة أتباعه، قال الرازي: الإيمان المطلق الحقيقي شهود جلال الله ووحدانيته، والطمأنينة إليه في كل محبوب ومكروه، وترك المشيئة لمشيئته والانقياد لأمره في جميع أحواله...

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود 982 هـ :

الراسخين في الإيمان على وجهة الإيقان والاطمئنان.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

الذين بلغ بهم الإيمان إلى درجة اليقين، كما قال تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ}

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هذا جزاء الإيمان. وتلك حقيقته فيما كشف عنه البلاء المبين.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

إنّ إيمان إبراهيم القوي دفعه إلى أن يضع كلّ وجوده وكيانه وحتّى ابنه العزيز البارّ، في صحن الإخلاص فداءً لربّه سبحانه وتعالى. نعم كلّ هذه هي من ثمار الإيمان، وتجلّياته، وما أعجب هذه الثمار والتجلّيات!! هذا التعبير يعطي أبعاداً أوسع وأعمّ لما جرى لإبراهيم وابنه، ويخرج هذه المجريات من بعدها الشخصي والخاص، ويوضّح أنّه أينما كان الإيمان كان هناك إيثار وحبّ وفداء وعفو، وأنّ إبراهيم كان يختار كلّ ما يختاره الله ويريد كلّ ما أراده الله، وكلّ مؤمن يستطيع أن يكون كذلك.