معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

قوله تعالى : { ثم أغرقنا الآخرين } فرعون وقومه . وقال سعيد بن جبير : كان البحر ساكناً قبل ذلك ، فلما ضربه موسى بالعصا اضطرب فجعل يمد ويجزر .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

{ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخرين } وهم فرعون وجنوده .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

{ وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ } أي : أنجينا موسى وبني إسرائيل ومن معهم على دينهم فلم يهلك{[21746]} منهم أحد ، وأغرق فرعون وجنوده ، فلم يبق منهم رجل{[21747]} إلا هلك .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا علي بن الحسين ، حدثنا أبو بكر ابن أبي شيبة ، حدثنا شبابة ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - أن موسى ، عليه السلام ، حين أسرى ببني إسرائيل بلغ فرعون ذلك ، فأمر بشاة فذبحت ، ثم قال : لا والله لا يفرغ من سلخها حتى يجتمع إليّ ستمائة ألف من القبط . فانطلق موسى حتى انتهى إلى البحر ، فقال له : انفرق . فقال البحر : لقد استكبرت يا موسى ، وهل انفرقت{[21748]} لأحد من ولد{[21749]} آدم فأنفرق{[21750]} لك ؟ قال : ومع موسى رجل على حصان له ، فقال له ذلك الرجل : أين أمرتَ يا نبي الله ؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه [ يعني : البحر ، فأقحم فرسه ، فسبح به فخرج ، فقال : أين أمرت يا نبي الله ؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ]{[21751]} . قال : والله ما كَذَبت ولا كُذبت . ثم اقتحم الثانية فسبح ، ثم خرج فقال : أين أمرت يا نبي الله ؟ قال : ما أمرت إلا بهذا الوجه ؟ قال : والله ما كَذَبت{[21752]} ولا كُذبت . قال : فأوحى الله إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر ، فضربه موسى بعصاه ، فانفلق ، فكان فيه اثنا عشر طريقًا ، لكل سبط طريق يتراءون ، فلما خرج أصحاب موسى وتَتَامّ أصحابُ فرعون ، التقى البحر عليهم فأغرقهم .

وفي رواية إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله قال : فلما خَرَج آخر أصحاب موسى ، وتكامل أصحاب فرعون ، اضطم عليهم البحر ، فما رُئِيَ سواد أكثر من يومئذ ، وغرق فرعون لعنه الله .


[21746]:- في أ : "نهلك".
[21747]:- في ف : "رجل منهم".
[21748]:- في ف ، أ : "فرقت".
[21749]:- في أ : "بني".
[21750]:- في أ : "فأفرق".
[21751]:- زيادة من ف ، أ.
[21752]:- في أ : "ما كذب".

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

وقوله : وأنجَيْنا مُوسَى وَمَنْ مَعَه أجَمعِينَ يقول تعالى ذكره : وأنجينا موسى مما أتبعنا به فرعون وقومه من الغرق في البحر ومن مع موسى من بني إسرائيل أجمعين ، وقوله : ثُمّ أغْرَقْنا الاَخَرِينَ يقول : ثم أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه ، وقوله : إنّ فِي ذلكَ لاَيَةً يقول تعالى ذكره : إن فيما فعلت بفرعون ومن معه تغريقي إياهم في البحر إذ كذّبوا رسولي موسى ، وخالفوا أمري بعد الإعذار إليهم ، والإنذار لدلالة بينة يا محمد لقومك من قريش على أن ذلك سنتي فيمن سلك سبيلهم من تكذيب رسلي ، وعظة لهم وعبرة أن ادّكروا واعتبروا أن يفعلوا مثل فعلهم من تكذيبك مع البرهان والاَيات التي قد أتيتهم ، فيحلّ بهم من العقوبة نظير ما حلّ بهم ، ولك آية في فعلي بموسى ، وتنجيتي إياه بعد طول علاجه فرعون وقومه منه ، وإظهاري إياه وتوريثه وقومه دورهم وأرضهم وأموالهم ، على أني سالك فيك سبيله ، إن أنت صبرت صبره ، وقمت من تبليغ الرسالة إلى من أرسلتك إليه قيامه ، ومظهرك على مكذّبيك ، ومعليك عليهم ، وما كان أكثرهم مؤمنين يقول : وما كان أكثر قومك يا محمد مؤمنين بما أتاك الله من الحقّ المبين ، فسابق في علمي أنهم لا يؤمنون وَإنّ رَبّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ في انتقامه ممن كفر به وكذب رسله من أعدائه ، الرّحِيمُ بمن أنجى من رسله ، وأتباعهم من الغرق والعذاب الذي عذّب به الكفرة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

{ وأزلفنا } معناه قربنا ، وقرأ ابن عباس عن أبي بن كعب «وأزلقنا » بالقاف ونسبها أو الفتح إلى عبد الله بن الحارث{[8943]} ، وقرأ أبو حيوة والحسن «زلفنا » بغير ألف وذلك أن فرعون لما وصل إلى البحر وقد دخل بنو إسرائيل قيل إنه صمم ومخرق ، بأن قال لي انفرق ، فدخل على ذلك ، وقيل بل كع{[8944]} وهم بتدبير الانصراف فعرض جبريل على فرس وديق{[8945]} فمضى وراءه حصان فرعون ، فدخل على نحو هذا وتبعه الناس ، وروي أن الله تعالى جعل ملائكة تسوق قومه حتى حصولهم في البحر ، ثم إن موسى وقومه خرجوا إلى البر من تلك الطرق ولما أحسوا باتباع فرعون وقومه فزعوا من أن يخرج وراءهم ، فهم موسى بخلط البحر فحينئذ قيل له : اترك البحر رهواً{[8946]} ، ولما تكامل جند فرعون وهو مقدمهم بالخروج انطبق عليهم البحر وغرقوا ، ودخل موسى عليه السلام البحر بالطول . وخرج في الضفة التي دخل منها بعد مسافة وكان بين موضع دخوله وموضع خروجه أوعار وجبال ولا تسلك إلا على تخليق الأيام ، وكان ذلك في يوم عاشوراء ، وقال النقاش البحر الذي انفلق لموسى نهر النيل بين إيلة ومصر .

قال القاضي أبو محمد : وهذا مردود إن شاء الله .


[8943]:قال أبو الفتح في كتابه "المحتسب" بعد أن نسب القراءة إلى عبد الله: "من قرأ: [وأزلفنا] بالفاء فالآخرون موسى عليه السلام وأصحابه، ومن قرأها بالقاف فالآخرون فرعون وأصحابه، أي: أهلكنا ثم الآخرين، أي : فرعون وأصحابه".
[8944]:كع: جبن وضعف، يقال: كع كعا وكعوعا فهو وكاع. (المعجم الوسيط).
[8945]:يعني أنها فرس استسلمت لحصان فرعون، بأن قربت منه، وأمكنته منها، واستأنست له، وفي المثل: "ودق العير إلى الماء" أي: دنا منه، يضرب لمن خضع للشيء. (راجع الصحاح والمعجم الوسيط).
[8946]:من الآية 24 من سورة الدخان.

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

الآخرون : هم قوم فرعون لوقوعه في مقابلة فريق بني إسرائيل .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ثُمَّ أَغۡرَقۡنَا ٱلۡأٓخَرِينَ} (66)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ثم أغرقنا الآخرين} يعني: فرعون وقومه.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"ثُمّ أغْرَقْنا الآخَرِينَ" يقول: ثم أغرقنا فرعون وقومه من القبط في البحر بعد أن أنجينا موسى منه ومن معه.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 65]

{وأنجينا موسى ومن معه أجمعين ثم أغرقنا الأخرين} فالمعنى أنه تعالى جعل البحر يبسا في حق موسى وقومه حتى خرجوا منه وأغرق فرعون وقومه لأنه لما تكامل دخولهم البحر انطبق الماء عليهم فغرقوا في ذلك الماء.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما كان الإغراق بما به الإنجاء -مع كونه أمراً هائلاً- عجيباً وبعيداً عبر بأداة البعد فقال: {ثم أغرقنا} أي إغراقاً هو على حسب عظمتنا {الآخرين} أي فرعون وقومه أجمعين، لم يفلت منهم أحد.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 64]

وتم تدبير الله. فخرج بنو إسرائيل من الشاطىء الآخر، بينما كان فرعون وجنوده بين فرقي الماء أجمعين. وقد قربهم الله لمصيرهم المحتوم: (وأزلفنا ثم الآخرين. وأنجينا موسى ومن معه أجمعين).. (ثم أغرقنا الآخرين)!!!.