معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

قوله تعالى : { وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين } فطابت أنفسهم . قال مقاتل : معناه عظ بالقرآن كفار مكة ، فإن الذكرى تنفع من في علم الله أنه يؤمن منهم . وقال الكلبي : عظ بالقرآن من آمن من قومك فإن الذكرى تنفعهم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذكرى تَنفَعُ المؤمنين } أى : أعرض عن هؤلاء المشركين ، وداوم على التذكير والتبشير والإنذار مهما تقول المتقولون ، فإن التذكير بما أوحيناه إليك من هدايات سامية ، وآداب حكيمة . . . ينفع المؤمنين ، ولا ينفع غيرهم من الجاحدين .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

إنما هو مذكر ، فعليه أن يذكر ، وأن يمضي في التذكير ، مهما أعرض المعرضون وكذب المكذبون : ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) . . ولا تنفع غيرهم من الجاحدين . والتذكير هو وظيفة الرسل . والهدى والضلال خارجان عن هذه الوظيفة ، والأمر فيهما إلى الله وحده . الذي خلق الناس لأمر يريده .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَذَكِّرۡ فَإِنَّ ٱلذِّكۡرَىٰ تَنفَعُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (55)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وقوله:"وَذَكّرْ فإنّ الذّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ "يقول: وعِظْ يا محمد من أرسلت إليه، فإن العظة تنفع أهل الإيمان بالله.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وذكّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} جائز أن يكون الأمر بالتذكير للكل، ثم أخبر أن الذكرى تنفع المؤمنين لا الكل، وجائز أن يكون التذكّر للمؤمنين، فإن منفعة الذكرى لهم ولمن أنصف دون المكابرين المعاندين، والله أعلم...

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

"فإن الذكرى تنفع المؤمنين" الذين يتعظون بمواعظ الله ويستدلون بآياته.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

يعني ليس التولي مطلقا، بل تول وأقبل وأعرض وادع، فلا التولي يضرك إذا كان عنهم، ولا التذكير ينفع إلا إذا كان مع المؤمنين، وفيه معنى آخر ألطف منه، وهو أن الهادي إذا كانت هدايته نافعة يكون ثوابه أكثر، فلما قال تعالى: {فتول} كان يقع لمتوهم أن يقول، فحينئذ لا يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ثواب عظيم، فقل بلى وذلك لأن في المؤمنين كثرة، فإذا ذكرتهم زاد هداهم، وزيادة الهدى من قوله كزيادة القوم...

وقوله تعالى: {فإن الذكرى تنفع المؤمنين} يحتمل وجوها:

(أحدها) أن يراد قوة يقينهم كما قال تعالى: {ليزدادوا إيمانا} وقال تعالى: {فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا} وقال تعالى: {زادهم هدى وآتاهم تقواهم}.

(ثانيها) تنفع المؤمنين الذين بعدك فكأنك إذا أكثرت التذكير بالتكرير نقل عنك ذلك بالتواتر فينتفع به من يجيء بعدك من المؤمنين.

(ثالثها) هو أن الذكرى إن أفاد إيمان كافر فقد نفع مؤمنا لأنه صار مؤمنا، وإن لم يفد يوجد حسنة ويزاد في حسنة المؤمنين فينتفعوا، وهذا هو الذي قيل في قوله تعالى: {تلك الجنة التي أورثتموها}...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولا بد من إكثار التذكير ليغلب ما عندهم من نوازع الحظوظ وصوارف الشهوات، مع ما هم مجبولون عليه من النسيان...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وعطف {وذكر} على {فتول عنهم} احتراس كي لا يتوهم أحد أن الإِعراض إبطال للتذكير بل التذكير باقٍ فإن النبي صلى الله عليه وسلم ذكَّر الناس بعد أمثال هذه الآيات فآمن بعض من لم يكن آمن من قبل، وليكون الاستمرار على التذكير زيادة في إقامة الحجة على المعرضين، ولئلا يزدادوا طغياناً فيقولوا: ها نحن أولاء قد أفحمناه فكُفّ عما يقوله. واقتصر في تعليل الأمر بالتذكير على علة واحدة وهي انتفاع المؤمنين بالتذكير لأن فائدة ذلك محققة، ولإِظهار العناية بالمؤمنين في المقام الذي أُظهرت فيه قلة الاكتراث بالكافرين قال تعالى: {فذكر إن نفعت الذكرى سيذكر من يخشى ويتجنبها الأشقى} [الأعلى: 9- 11]. ولذلك فوصف المؤمنين يراد به المتصفون بالإِيمان في الحال كما هو شأن اسم الفاعل، وأما من سيُؤمِنْ فِعلته مطوية كما علمت آنفاً. والنفع الحاصل من الذكرى هو رسوخ العلم بإعادة التذكير لما سمعوه واستفادة علم جديد فيما لم يسمعوه أو غفلوا عنه، ولظهور حجة المؤمنين على الكافرين يوماً فيوماً ويتكرر عجز المشركين عن المعارضة ووفرة الكلام المعجز.

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

وقد نستوحي من ذلك، أن على الدعاة إلى الله، أن يثبتوا في مواقفهم وأن يستمروا في الخط الرسالي، دون اتخاذ ردود فعل سلبية أو إيجابية من حولهم، وعليهم متابعة الرسالة في خط الدعوة، لأن هناك قلوباً مستعدة للانفتاح عليها، وساحاتٍ جاهزة للحركة فيها، ففرص وصول الدعوة موزعة في أكثر من مكان، فإن المؤمنين في الحاضر يحتاجون إلى استمرار الدعوة لتنمية إيمانهم وتقويته، وتحريك التفاصيل، كما أن المستقبل يختزن في داخله آفاقاً جديدة قد تصلها الدعوة عبر الطلائع الفتية في الجيل الجديد التي لا تعيش ما يعيشه أصحاب المطامع والمصالح الذاتية من عقد نفسية تجاهها...