معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

{ والناشرات نشراً } يعني الرياح اللينة . وقال الحسن : هي الرياح التي يرسلها الله بشراً بين يدي رحمته . وقيل : هي الرياح التي تنشر السحاب وتأتي بالمطر . وقال مقاتل :هم الملائكة ينشرون الكتب .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

{ والناشرات نشرا } الرياح التي تأتي بالمطر

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

اختلف في معنى المرسلات والعاصفات والناشرات والفارقات على قولين :

أحدهما : أنها الملائكة .

والآخر : أنها الرياح ، فعلى القول بأنها الملائكة سماهم المرسلات لأن الله تعالى يرسلهم بالوحي وغيره .

وسماهم العاصفات لأنهم يعصفون كما تعصف الرياح في سرعة مضيهم إلى امتثال أوامر الله تعالى .

وسماهم ناشرات لأنهم ينشرون أجنحتهم في الجو ، وينشرون الشرائع في الأرض ، أو ينشرون صحائف الأعمال وسماهم الفارقات لأنهم يفرقون بين الحق والباطل .

وعلى القول بأنها الرياح ، سماها المرسلات لقوله : { الله الذي يرسل الرياح } [ الروم : 48 ] .

وسماها العاصفات من قوله : { ريح عاصف } [ يونس : 22 ] أي : شديدة .

وسماها الناشرات لأنها تنشر السحاب في الجو ومنه قوله : { يرسل الرياح فتثير سحابا } [ الروم : 48 ] .

وسماها الفارقات لأنها تفرق بين السحاب ومنه قوله : { ويجعله كسفا } [ الروم : 48 ] .

وأما الملقيات ذكرا فهم الملائكة لأنهم يلقون الذكر للأنبياء عليهم السلام والأظهر في المرسلات والعاصفات أنها الرياح لأن وصف الريح بالعصف حقيقة والأظهر في الناشرات والفارقات أنها الملائكة لأن الوصف بالفارقات أليق بهم من الرياح ولأن الملقيات المذكورة بعدها هي الملائكة ولم يقل أحد : أنها الرياح ولذلك عطف المتجانسين بالفاء فقال : والمرسلات فالعاصفات ثم عطف ما ليس من جنسها بالواو فقال : { والناشرات } ثم عطف عليه المتجانسين بالفاء وقد قيل : في المرسلات والملقيات أنهم الأنبياء عليهم السلام .

{ عرفا } معناه : فضلا وإنعاما وانتصابه على أنه مفعول من أجله ، وقيل : معناه متتابعة وهو مصدر في موضع الحال وأما عصفا ونشرا وفرقا فمصادر وأما ذكرا فمفعول به .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

ولما كان نشر الرياح للسحاب متراخياً عن هبوبها ومتباطئاً في الثوران وكذا نشر الملائكة لأجنحتها كما يفعل الطائر القوي في طيرانه ، عطف بالواو الصالحة للمعية والتعقب بمهلة وغيرها قوله : { والناشرات } أي للسحاب والأجنحة على وجه اللين في الجو وللشرائع التي تنشر العدل بين الناس { نشراً * } وإذا راجعت أول الذاريات ازددت في هذا بصيرة .