اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلنَّـٰشِرَٰتِ نَشۡرٗا} (3)

قوله تعالى : { والناشرات نَشْراً } . هي الملائكة المُوكَّلُون بالسحاب ينشرونها .

وقال ابن مسعود ومجاهد : هي الرياح يرسلها الله تعالى نشراً بين يدي رحمته ينشر السحاب للغيث ، وهو مروي عن أبي صالح .

وعنه أيضاً : هي الأمطار لأنها تنشر النبات ، فالنَّشر بمعنى الإحياء ، يقال : نشر الله الميت وأنشره ، بمعنى أحياهُ ، قال تعالى : { ثُمَّ إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُ } [ عبس : 22 ] .

وروي عن السديِّ : أنها الملائكة تنشر كتب الله تعالى{[59001]} ، وروى الضحاك عن ابن عباس قال : يريد ما ينشر من الكتب ، وأعمال بني آدم{[59002]} ، وروى الضحاك : أنها الصحف تنشر على الله تعالى بأعمال العباد{[59003]} .

وقال الربيع : إنه البعث للقيامة تنشر فيه الأرواح .

وقال تعالى : { والناشرات } - بالواو - لأنه استئنافُ قسم آخر .

/خ6


[59001]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/380) عن السدي.
[59002]:ذكره الماوردي في "تفسيره" (6/176) والقرطبي (19/101).
[59003]:ينظر المصدر السابق.