تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِن جَٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (68)

وقوله : { وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } ، كقوله : { وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ } [ يونس : 41 ] .

وقوله : { اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ } تهديد شديد ، ووعيد أكيد ، كقوله : { هُوَ أَعْلَمُ بِمَا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفَى بِهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [ الأحقاف : 8 ] ؛ ولهذا قال : { اللَّهُ{[20411]} يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ }


[20411]:- في ت : "والله" وهو خطأ.
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وَإِن جَٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (68)

{ وإن جادلوك } وقد ظهر الحق ولزمت الحجة . { فقل الله أعلم بما تعملون } من المجادلة الباطلة وغيرها فيجازيكم عليها ، وهو وعيد فيه رفق .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَإِن جَٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (68)

وقوله { وإن جادلوك } الآية موادعة محضة نسختها آية السيف . وباقي الآية وعيد .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِن جَٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (68)

عطف على جملة { فلا ينازعنك في الأمر } [ الحج : 67 ] . والمعنى : إن تبيّن عدم اقتناعهم بالأدلة التي تقطع المنازعة وأبوا إلا دوام المجادلة تشغيباً واستهزاء فقل : الله أعلم بما تعملون .

وفي قوله : { الله أعلم بما تعملون } تفويض أمرهم إلى الله تعالى ، وهو كناية عن قطع المجادلة معهم ، وإدماج بتعريض بالوعيد والإنذار بكلام موجّه صالح لما يتظاهرون به من تطلب الحجّة : ولما في نفوسهم من إبطان العناد كقوله تعالى : { فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون } [ السجدة : 30 ] .

والمراد ب { ما تعملون } ما يعملونه من أنواع المعارضة والمجادلة بالباطل ليُدحضوا به الحق وغير ذلك .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِن جَٰدَلُوكَ فَقُلِ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا تَعۡمَلُونَ} (68)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: وإن جادلك يا محمد هؤلاء المشركون بالله في نسكك، فقيل: الله أعلم بما تعملون ونعمل.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{وإن جادلوك} في أمر الذبيحة أو في الدين كثيرا. لكن قال ذلك، والله أعلم، عند إياسه من توحيدهم وإسلامهم. يقول، والله أعلم {وإن جادلوك} في الدين والتوحيد {فقل الله أعلم بما تعملون} وهو كقوله: {لا حجة بيننا وبينكم الله يجمع بيننا وإليه المصير} (الشورى: 15) فعلى ذلك قوله: {الله أعلم بما تعملون}.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

معناه إن جادلوك على وجه المراء والتعنت الذي يعمله السفهاء، فلا تجادلهم على هذا الوجه، وادفعهم بهذا القول. وقل "الله أعلم بما تعملون "وهذا أدب من الله حسن، ينبغي أن يأخذ به كل أحد...

لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :

كِلْهُم إلينا عندما راموا من الجدال، ولا تتكل على ما تختاره من الاحتيال..

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

{وإن جادلوك} بباطلهم مراء وتعنتا فادفعهم بقولك {الله أعلم بما تعملون} من التكذيب والكفر...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي: وإن أبوا للجاجهم إلا المجادلة بعد اجتهادك أن لا يكون بينك وبينهم تنازع، فادفعهم بأن الله أعلم بأعمالكم وبقبحها وبما تستحقون عليها من الجزاء فهو مجازيكم به. وهذا وعيد وإنذار، ولكن برفق ولين...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{وإن جادلوك} والمعنى: فإن عدلوا عن النظر في هذه الأدلة إلى طريقة المراء والتمسك بالعادة، فقد بينت وأظهرت ما يلزمك {فقل الله أعلم بما تعملون} لأنه ليس بعد إيضاح الأدلة إلا هذا الجنس الذي يجري مجرى الوعيد والتحذير من حكم يوم القيامة الذي يتردد بين جنة وثواب لمن قبل، وبين نار وعقاب لمن رد وأنكر...

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

{وإن جادلوك} وقد ظهر الحق ولزمت الحجة. {فقل الله أعلم بما تعملون} من المجادلة الباطلة وغيرها فيجازيكم عليها، وهو وعيد فيه رفق.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} أي: هو عالم بمقاصدكم ونياتكم.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فإن تعرض القوم لجداله فليختصر القول. فلا ضرورة لإضاعة الوقت والجهد:... فإنما يجدي الجدل مع القلوب المستعدة للهدى التي تطلب المعرفة وتبحث حقيقة عن الدليل. لا مع القلوب المصرة على الضلال المكابرة التي لا تحفل كل هذا الحشد من الدواعي والدلائل في الأنفس والآفاق وهي كثيرة معروضة للأنظار والقلوب.. فليكلهم إلى الله...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمعنى: إن تبيّن عدم اقتناعهم بالأدلة التي تقطع المنازعة وأبوا إلا دوام المجادلة تشغيباً واستهزاء فقل: الله أعلم بما تعملون. وفي قوله: {الله أعلم بما تعملون} تفويض أمرهم إلى الله تعالى، وهو كناية عن قطع المجادلة معهم، وإدماج بتعريض بالوعيد والإنذار بكلام موجّه صالح لما يتظاهرون به من تطلب الحجّة: ولما في نفوسهم من إبطان العناد كقوله تعالى: {فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون} [السجدة: 30].

تفسير من و حي القرآن لحسين فضل الله 1431 هـ :

{وَإِن جَادَلُوكَ} وأرادوا أن يصرفوك عن خطّ الدعوة وخط العمل في سبيل الله، فلا تدخل في تفاصيل الجدل الذي يثيرونه، بعد أن أوضحت لهم المبدأ الأساس الذي يحكم ذلك كله، بل اختصر الموقف كله بكلمة واحدةٍ ترجع فيها الأمر إلى الله، فهو الذي يعلم السرَّ وأخفى، ويعلم ما تنطوي عليه الضمائر، {فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ} فمهما حاولتم إثارة الجدال في محاولة منكم لتوظيف الموقف لصالحكم ولإظهار أنفسكم كأصحاب حقّ، فإن الله يعلم ما أنتم فيه، ولا تفيدكم أمامه محاولة الظهور بغير مظهركم الحقيقي...