تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{مَّا لَهُۥ مِن دَافِعٖ} (8)

أي : ليس له دافع يدفعه عنهم إذا أراد الله بهم ذلك .

قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن داود ، عن صالح المري ، عن جعفر بن {[27492]} زيد العبدي قال : خرج عمر يَعِسّ المدينة ذات ليلة ، فمر بدار رجل من المسلمين ، فوافقه قائما يصلي ، فوقف يستمع قراءته فقرأ : { والطور } حتى بلغ { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ } قال : قسم - ورب الكعبة - حق . فنزل عن حماره واستند إلى حائط ، فمكث مليا ، ثم رجع إلى منزله ، فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه ، رضي الله عنه {[27493]} .

وقال الإمام أبو عبيد في " فضائل القرآن " : حدثنا محمد بن صالح ، حدثنا هشام بن حسان ، عن الحسن : أن عمر قرأ : { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ } {[27494]} ، فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوما {[27495]} .


[27492]:- (9) في أ: "عن".
[27493]:- (10) وذكره المؤلف في مسند عمر (2/608) من رواية ابن أبي الدنيا وفي إسناده صالح المري، ووقع في مسند عمر "المدني" فإن كان المري فهو ضعيف.
[27494]:- (11) زيادة من م.
[27495]:- (12) فضائل القرآن لأبي عبيد (ص 64).
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{مَّا لَهُۥ مِن دَافِعٖ} (8)

{ ما له من دافع } يدفعه ، ووجه دلالة هذه الأمور المقسم بها على ذلك أنها أمور تدل على كمال قدرة الله تعالى وحكمته وصدق أخباره وضبطه أعمال العباد للمجازاة .