فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{مَّا لَهُۥ مِن دَافِعٖ} (8)

{ مَا لَهُ مِن دَافِعٍ( 8 ) }

وحين يوقع الله تعالى عذابه بالمجرمين لا يرده عنهم راد ، ولا ينقذهم منه منقذ ؛ والجملة خبر ثان ل{ إن } .

[ وقد روى أن عمر رضي الله تعالى عنه قرأ من أول السورة إلى هنا فبكى ثم بكى ، حتى عيد من وجعه- وكان عشرين يوما- وأخرج أحمد ، وسعيد بن منصور ، وابن سعد عن جبير بن مطعم قال : قدمت المدينة على رسول الله صلى الله عليه وسلم لأكلمه في أسارى بدر فدفعت إليه وهو يصلي بأصحابه صلاة المغرب فسمعته يقرأ : { والطور } إلى : إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع } فكأنما صدع قلبي ]{[5628]} .

[ قال الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثنا موسى بن داود عن صالح المزي عن جعفر بن زيد العبدي قال : خرج عمر يعس المدينة ذات ليلة فمر بدار رجل من المسلمين فوافقه قائما يصلي فوقف يستمع قراءته فقرأ : { والطور } حتى بلغ { إن عذاب ربك لواقع . ماله من دافع } قال : قسم ورب الكعبة حق ، فنزل عن حماره واستند إلى حائط فمكث مليّا ثم رجع إلى منزله فمكث شهرا يعوده الناس لا يدرون ما مرضه- رضي الله عنه- وقال الإمام أبو عبيد في فضائل القرآن : حدثنا محمد بن صالح حدثنا هشام بن الحسن أن عمر قرأ : { إن عذاب ربك لواقع . ما له من دافع } فربا لها ربوة عيد منها عشرين يوما . ]{[5629]} .


[5628]:ما بين العارضتين مما أورد الألوسي جـ27ص29.
[5629]:مما أورده صاحب تفسير القرآن العظيم جـ4ص230.