تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ} (13)

وقوله : { وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ } قال الضحاك ، وأبو مالك ، وقتادة ، والربيع بن خُثَيم{[29781]} أي : قربت إلى أهلها .


[29781]:- (8) في أ: "خيثم".
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ} (13)

وقوله : وَإذَا الجَنّةُ أُزْلِفَتْ يقول تعالى ذكره : وإذا الجنة قرّبت وأُدنيت . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا أبو كريب ، قال : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلى ، عن الربيع بن خيثم : وَإذَا الجَحِيمُ سُعّرَتْ وَإذَا الجَنّةُ أُزْلِفَتْ قال : إلى هذين ما جرى الحديث : فريق في الجنة ، وفريق في السعير .

حدثني ابن حميد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبيه ، عن أبي يعلَى ، عن الربيع وَإذَا الجَحِيمُ سُعّرَتْ وَإذَا الجَنّةُ أُزْلِفَتْ قال : إلى هذين ما جرى الحديث : فريق إلى الجنة ، وفريق إلى النار . يعني الربيع بقوله : إلى هذين ما جرى الحديث أن ابتداء الخبر إذَا الشّمْسُ كُوّرَتْ . . . إلى قوله : وَإذَا الجَحِيمُ سُعّرَتْ إنما عُددت الأمور الكائنة التي نهايتها أحد هذين الأمرين ، وذلك المصير إما إلى الجنة ، وإما إلى النار .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلۡجَنَّةُ أُزۡلِفَتۡ} (13)

وقوبلت بالجنة دار النعيم واسم الجنة علم بالغلبة على دار النعيم ، و { أزلفت } قربت ، والزلفى : القرب ، أي قربت الجنة من أهلها ، أي جعلت بقرب من محشرهم بحيث لا تَعَب عليهم في الوصول إليها وذلك كرامة لهم .

واعلم أن تقديم المسند إليه في الجمل الثِنْتي عشرة المفتتحات بكلمة { إذا } من قوله : { إذا الشمس كورت } إلى هنا ، والإِخْبار عنه بالمسند الفعلي مع إمكان أن يقال : إذا كورت الشمس وإذا انكدرت النجوم ، وهكذا كما قال : { فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان } [ الرحمن : 37 ] أن ذلك التقديم لإفادة الاهتمام بتلك الأخبار المجعولة علامات ليوم البعث توسلاً بالاهتمام بأشراطه إلى الاهتمام به وتحقيق وقوعه .

وإن إطالة ذكر تلك الجمل تشويق للجواب الواقع بعدها بقوله : { علمت نفس ما أحضرت } .