تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير  
{وَأَمۡطَرۡنَا عَلَيۡهِم مَّطَرٗاۖ فَسَآءَ مَطَرُ ٱلۡمُنذَرِينَ} (173)

{ إِلا عَجُوزًا فِي الْغَابِرِينَ } ، وهي امرأته ، وكانت عجوز سوء بقيت فهلكت{[4]} مع مَنْ بقي من قومها ، وذلك كما أخبر الله تعالى عنهم في " سورة الأعراف " و " هود " ، وكذا في " الحِجْر " حين أمره الله أن يسري بأهله إلا امرأته ، وأنهم لا يلتفتون إذا سمعوا الصيحة حين تنزل على قومه ، فصبروا لأمر الله واستمروا ، وأنزل الله على أولئك العذاب الذي عمّ جميعهم ، وأمطر عليهم حجارة من سجيل منضود ؛ ولهذا قال : { ثُمَّ دَمَّرْنَا الآخَرِينَ . وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ . إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ . وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } .


[4]:في د: "إنهم قالوا".