الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{وَمَا يَأۡتِيهِم مِّن نَّبِيٍّ إِلَّا كَانُواْ بِهِۦ يَسۡتَهۡزِءُونَ} (7)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"وَما يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيَ إلاّ كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِءُونَ" يقول وما كان يأتي قرنا من أولئك القرون وأمة من أولئك الأمم الأوّلين لنا من نبيّ يدعوهم إلى الهدى وطريق الحق، إلاّ كان الذين يأتيهم ذلك من تلك الأمم نبيهم الذي أرسله إليهم يستهزئون سخرية منهم بهم كاستهزاء قومك بك يا محمد. يقول: فلا يعظمنّ عليك ما يفعل بك قومك، ولا يشقنّ عليك، فإنهم إنما سلكوا في استهزائهم بك مسلك أسلافهم، ومنهاج أئمتهم الماضين من أهل الكفر بالله.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

فالاستهزاء: إظهار خلاف الإبطان استصغارا أو استحقارا، فالأمم الماضية كفرت بالأنبياء واحتقروا ما أتوا به، وظنوا أنه من المخاريق التي لا يعمل عليها لجهلهم وفرط عنادهم، فلذلك حملوا أنفسهم على الاستهزاء بهم، وهو عائد بالوبال عليهم، فإن قيل: لم بعث الله الأنبياء مع علمه بأنهم يستهزئون بهم ولا يؤمنون عنده؟

قيل: يجوز أن يكون قوم آمنوا وإن قلوا، وإنما أخبر الله بالاستهزاء عن الأكثر، ولذلك قال في موضع "ومن آمن وما آمن معه إلا قليل"، وأيضا فكان يجوز أن يكون لولا إرسالهم لوقع منهم من المعاصي أضعاف ما وقع عند إرسالهم، فصار إرسالهم لطفا في كثير من القبائح، فلذلك وجب وحسن.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

حكى حالهم الماضية إشارة إلى استمرار حال الخلق على هذا، فقال: {وما} أي والحال أنه ما {يأتيهم} وأعرق في النفي بقوله: {من نبي} أي في أمة بعد أمة وزمان بعد زمان.

{إلا كانوا} أي خلقاً وطبعاً وجبلة.

{به يستهزءون} كما استهزئ قومك، وتقديم الظرف للإشارة إلى أن استهزاءهم به لشدة مبالغتهم فيه كأنه مقصور عليه...